الرهان على الوحدة الوطنية وليس على مربع الصورة التلفزيونية!!. باقر الزبيدي
   كنا نتمنى ان يعقد هذا المؤتمر في اطار الحشد الدولي  وهنالك حشد شعبي عارم يسنده في اطار الحرب الشعبية العراقية على الارهاب لكننا فوجئنا بمؤتمر دولي يعنى بمكافحة الارهاب في ظل انقسام سياسي ومجتمعي لم يشهده العراق حتى في ظل ظروف الانقسام الطائفي التي شهدها العراق اوائل 2005 – 2006!.
وهنا يتبادر الى الذهن السؤال التالي:
ماقيمة ان نحشد 52 دولة في مؤتمر للارهاب ونحن لانستطيع حشد ربع هذا العدد من الشركاء في الوطن ومن قادة العملية السياسية في مؤتمر وطني عام وفي ظل حالة من التباعد والانقسام التي سببها غياب العلاجات الامنية والتركيز على العمل العسكري الذي هجر اكثر من نصف مليون مواطن عراقي من ثلث مساحة العراق بسبب وقوع العمليات العسكرية في مناطقهم؟!.
 ماقيمة ان نعقد هذه التظاهرة التلفزيونية ونفشل في عقد مؤتمر للحوار الوطني بعد ويلات وجولات التدمير والمفخخات والقتل بالكواتم وصراع طويل تختلط فيه عناصر العمل الطائفي بعناصر العمل على الهوية الوطنية الجامعة؟!.
كيف يمكن ان نعقد مؤتمرا لمكافحة الارهاب بسرعة البرق ونوظف له الامكانات المادية والامنية ونعطل دوام المدارس والعمل الحكومي يوما كاملا من اجل نجاحه ولانبالي اعقد مؤتمر وطني او طاولة مستديرة لكي نتدارس امرنا في اطار مجموعة الحشد الوطني ام لم يعقد؟!.
لقد كشف المؤتمر هشاشة البنية الوطنية والرغبة في العمل الانتخابي على الجدية في تطويق المنابع الاساسية للارهاب مع ان الذين حضروا المؤتمر لم ياتوا بجديد فضلا عن لوم امريكي للحكومة العراقية من انها لازالت تسمح بتسرب من يتسرب الى الساحة السورية من المقاتلين وتطالب بوقفة دولية لمكافحة الارهاب وهنا تحول المؤتمر الى عقاب امريكي للحكومة بدل ان تجني منه بعض الثواب!.
ان الحرب على الارهاب ليست مؤتمرا في صالة كبيرة وخطابات وكلمات ووفود وصورة تلفزيونية ودراسات في هذا الاطار - على اهمية عقد مؤتمر بهذا الصدد-  بل هو عمل دؤوب امني وسياسي وشعبي ووطني عام من اجل تطويق منابع الارهاب وتطوير الاجهزة الامنية صاحبة المهمة الاولى في مكافحة الارهاب ومالم يجر حوار وطني داخلي وتوافق سياسي يغلب المصالح والاولويات الوطنية على التفاصيل وبيانات الاستقواء والوقوف ضد الارهاب وعناصره المتطرفة ومحاربة ظاهرة التكفير والتطرف فان الف مؤتمر شبيه سوف لن يحل المشكلة!.
ان الارهاب مشكلة داخلية وملف حكومي اولا قبل ان تكون لها اسباب ومبررات خارجية تسندها والمسالة الداخلية لايمكن احالتها على مؤتمر دولي بل ان الاحالة يمكن ان تقرا  تهربا من المسؤولية السياسية وهروبا من الحوار الوطني لابقاء المشكلة قائمة في الساحة العراقية مايفرض حوارا وطنيا شاملا وبغير الحوار الوطني فان اي مؤتمر لمكافحة الارهاب سينظر اليه بوصفه نوعا من الدعاية الانتخابية التي يحتاجها فريق سياسي فشل في الامن وفشل في تطويق منابع الارهاب وهو يستجدي الدعم الدولي على اساس انتخابي ولايحشد هذا الدعم من موقع الانتصار  بالاعتماد على الحوار الوطني وفرص التفاهم مع الشريك في القضاء على الارهاب!.
 اقول ..ماقيمة ان ينعقد هذا المؤتمر والشركاء الحقيقيون الذين شكلوا الحكومة وساندوا جهد العمل على استمرارها منكفئون عنها بعيدون او مبعدون عن التماس مع الملفات المحورية بسبب الفردية في ادارة الدولة والعنجهية في التصرف بالملف الامني وليته يعكس تصرفا منطقيا في ظل تنامي الارهاب الذي بدا يضربنا في الحلة وبغداد والشعلة واللطيفية على اساس طائفي بل يعكس جهلا مركبا يدفع تاثيره اليومي وتخبط الخطط الامنية العشرات من المواطنين شهداء وجرحى على الارصفة!.
سيكون المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب حاجة حقيقية لاستكمال مشهد القوة لو اننا استكملنا بناء مشهد الوحدة الوطنية وصنا الشراكة من التحايل عليها وافراغها من مضمونها ..حينها سيحترمنا العالم وهو في بغداد ولايحزن على بغداد وهو يسمع من وراء حاجز الكونكريت في المنطقة الخضراء اصوات التفجيرات وهي تهز الاجساد والمدن ولايترحم على موتانا قبل قراءة البيان الختامي على المنصة!.
ارجو ان لايصدق اخوتنا المسؤولون عن القرار الامني  ومن حضر  المؤتمر الدولي هذا ان الامان في المكان الذي عقد فيه امن حقيقي تماما كما اوهمنا العالم وشعبنا في الداخل بهذا الامن المحمي بالكونكريت عشية انعقاد القمة العربية في بغداد!.
ان الامن الحقيقي حين يرى العالم قادة العملية السياسية حاضرين متكاتفين موحدين بدلا من الكونكريت الذي يتكاتف ويتوحد ويتراص ويغلق الطرق المؤدية الى الخضراء!.
اخيرا اقول..ان الذي يحمي الناس هو الوحدة الوطنية التي نظهر بها امام شعبنا وامام العالم ومن يتوكل على الكونكريت فهو حسبه ومن يتوكل على الله ..فهو حسبه وشتان بين حسبة الله وحسبة التعويل على الامن المستورد والحسابات الخاطئة!.
تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

هناك تعليق واحد:

  1. كلامك صحيح عن الوحده الوطنيه والعمل الجاد في بناء قواتنا الامنيه لكن انا لااوافقك على تهجيرشعب ثلث العراق هذا ثلث كان يعد العده للقضاء على الثلثين ولاتطرف له عين يجب ان نوعي شعبنا حوله هذه الهجمه الشرسه يقال هناك اكثر من الفين مجرم في الفلوجه يدجنوهم ويعدوهم لذبحنا ونحن ندافع عنهم ونجد لهم الاعذار استاذ اي شراكه هذه الشراكه دمرت العراق والسلام

    ردحذف

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك