كلمات على قبر القائد الشهيد  ...

كلمات على قبر القائد الشهيد  ...

نحتفل هذا العام كما في كل عام بشهادة قائد كبير وزعيم اسلامي ووطني فذ نذر حياته من اجل وطنه وقدم النفس زكية على محراب التضحية والعطاء الكبير ذودا عن الوحدة الوطنية وسلامة شعبه.
ان رجلا مثل السيد محمد باقر الحكيم لن يستطيع الغياب القسري تغيب مشروعه ورسالته بل ان الموت والغياب يؤصلان عبر الزمان والمكان جذوة الحضور ومشعل الاستمرار وحركية المشروع الوطني.
ان شهادة العلامة الكبير لم تكسر شوكة المشروع الوطني الذي قاتل من اجله وفي صفوفه وناضل في مسيرته اكثر من 50 عاما متدرجا في قيم العمل الوطني والاسلامي ومتنقلا من سجن الى قرار حكومي ديكتاتوري بالمؤبد .. ومشروع وطني بهذه الحركية النابضة بالفعل والحيوية والاتساع والارتفاع لايمكن كسره او استيعابه او تدجينه.
ايها العراقيون..
ان سر تالق شخصية الراحل الشهيد يكشفها سر مقتله وتصفيته في محراب الامام علي "ع" في العراق بعد عودته من المنفى بعد ان امضى 23عاما في الاغتراب والعمل وسنوات الجهاد.
كان الوجه البارز والشخصية العراقية الاكثر مقبولية في الاوساط العربية والاسلامية والدولية وربما نالت المعارضة العراقية في زمن النظام الدكتاتوري البائد شرعية الاعتراف الدولي والتحاور معها من قبل عواصم العالم بسبب وجود شخصيات وطنية مهمة في مقدمتها شهيد المحراب وسيبقى هذا الرجل الوطني علامة فارقة في الشرعية الثورية مثلما سيبقى طودا شامخا وقاعدة وطنية يستلهم منها العابرون الى وطنهم الحالمون بوطن مختلف معاني البطولة والاصرار وشروط الاستمرار والعزة والكرامة.
كنا في المعارضة العراقية قوة بشهيد المحراب ورسالة وطنية في الحرية والعدالة الاجتماعية بمشروعه وارادته العراقية الصلبة .. وكنا نستمد العزيمة من عزيمته والقوة من قوة يقينه بنصر الله سبحانه وتعالى رغم قلة الامكانيات المادية ايامذاك واستحالة اسقاط صدام بالاساليب الثورية التقليدية.
كان يرى النصر قريبا على قاعدة ايمانه العميق بقدرة الشعب العراقي في تحقيق النصر على هذا النظام وحين تفجرت الانتفاضة الشعبانية في الجنوب وسقط تمثال رمز السلطة الدكتاتورية في ساحة سعد بالبصرة كان الحكيم الشهيد اكثرنا تفاؤلا بان النصر قادم وان الشعب العراقي سيحقق بارادته الايمانية والوطنية وعناده الذاتي اهدافه في الحرية والعدالة الاجتماعية والخلاص من نظام البعث المشؤوم.
ايها الاخوة والاخوات ..
كان الامام الشهيد يدرك ان الموت بانتظاره في العراق بعد سقوط النظام وكان يتعامل مع موته قبل استشهاده وكانه سائر الى حتفه لامحالة .. لهذا كان يؤكد قبل شهادته على وحدة العراوتركماناقيين سنة وشيعة عربا واكرادا وتركمان وسائر الاقليات   في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية القادمة مثلما كان يحث العراقيين من على منبر الجمعة في محراب الامام علي "ع" على كلمة الوحدة ووحدة الكلمة وموقف الجماعة والتلاحم والمصير الواحد دون تفريق بين فئة وفئة اخرى.
علينا بهذه المناسبة ان نعي دروس شهادة هذا العراقي النبيل الذي لازمته في الغربة 20 عاما كان فيها صادقا مع شعبه مخلصا للاهداف الوطنية العليا متعاونا مع جميع الفئات والمكونات والاطراف وجسرا موصولا بين كل التقاطعات الفكرية والسياسية في زمن المعارضة العراقية.
ومن اهم خلاصات تجربة هذا العراقي النبيل تأجيل الخلاف السياسي حتى يوم القيامة لصالح وحدة الامة والهدف والمشروع.
نحن عراقيون وقد علمتنا التجارب الماضية في المعارضة والتجارب الراهنة في الدولة ان الوحدة هي العنوان ومن خلالها يمكننا المضي في تحقيق الاهداف العظمى في الحياة العراقية ومن دونها سيكبو العراق وتغرق سفينة شعبه في محيط الفتن والمشاريع الطائفية السوداء.
علمنا السيد الشهيد الحكيم ان العراق هو الوطن النهائي لكل العراقيين وان التضحية من اجله وسام على صدور المجاهدين والاحرار والمناضلين لان العراق مركز الكون وتراب الانبياء ومحور تجربة الخلاص الانساني وعصر الظهور وموطن الحرية والحضارة الاسلامية والانسانية.
علمنا الشهيد الكبير ان النفوس الكبيرة اكبر من ان تختلف على موقع او حصة او وزارة او مكان وهي سلطة خلود القيم في النفوس وسلطة الرمز وهو يتناثر في الهواء على وقع التفجير ورائحة الشهادة .
رحم الله شهيدنا ..
حفظ الله العراق

باقر الزبيدي 
1رجب 1493






















تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك