الزبيدي في مقابلة خاصة مع جريدة المشرق  20 / 08 / 2014
المشرق - خاص:
• هل يمكن الإطلالة على المجاميع المسلحة وفي مقدمتها القاعدة وداعش.. والفرق بينهما؟.

- داعش هي الوليد المشوه لتنظيم القاعدة الارهابي.. ابن لادن تنبأ منذ التسعينات بأن هنالك مجاميع شبابية بدأت تنحرف بالفكر والعقيدة واشار الى انه يخشى ان هذه المجاميع ستنشق عن القاعدة وتقاتلها، العقيدة انحرفت عن ثوابت القاعدة في آليات الصراع حيث يسمح بقتل الأم الحامل هي وجنينها بينما فكر القاعدة لا يقر ذلك.
كل الدول التي قدمت الدعم للقاعدة مثل المملكة العربية السعودية وامريكا في افغانستان لمحاربة الشيوعية دفعت اثمان هذا الدعم كما جرى للنظام السوري حين تبنى القاعدة لمحاربة الوجود الامريكي العراق.
• من الذي يدعم داعش اليوم؟

- داعش في بداية التأسيس دُعمت على المستويين المالي والتسليحي من دول خليجية ودعماً لوجستيا من تركيا ومن المجاميع الارهابية في ليبيا تدريباً وفي طرابلس شمال لبنان كحاضنة وسطية تنقل المجاميع الى سوريا والعراق.
اما حاليا فداعش بعد سقوط الموصل فقد توفرت لها كل مقومات الدولة كالأرض ومساحتها الواسعة والمال (مليار دولار من المصارف الحكومية) والسلاح (معسكر الغزلاني) وما تركه الجيش والشرطة اثناء عملية الهروب ويساوي ثلث تسليح الجيش العراقي، والعقيدة المنحرفة.
كل الدول التي دعمت داعش والقاعدة تضررت من هذا الدعم لانها انما ربت عقارب ووحوشا ضارية في بيتها.
• ما المراحل التي اعتمدتها داعش قبل احتلال الموصل/ الاستراتيجية؟

- اتبعت داعش مراحل متعددة الاولى هي عمليات الاستنزاف المستمرة للجيش والشرطة الاتحادية على قاعدة اضرب واهرب وقد نجحت داعش في استدراج الجيش العراقي لمعركة دامت اشهراً بحثاً عنها في صحراء الانبار وفي (درابين) الفلوجة وشارع ستين والملعب فانهار وفق نظام استنزاف داعش بنية الجيش العراقي وهيبة الدولة فاستغلت داعش انشغالنا في الانبار (ثلث مساحة العراق) وصحرائها ومدنها فوجهت لنا الصدمة فاحتلت الموصل وصلاح الدين واجزاء من ديالى.
• ما مساحة الجبهة العسكرية التي تقاتل فيها داعش؟

- ان مساحة المعركة التي تقاتل فيها داعش هي عرض 600 كيلومتر يبدأ من جلولاء وينتهي بمنفذ القائم ومن جرف الصخر الى اقصى نقطة في شمال نينوى وبذلك تكون مساحة التعرض تساوي 360 الف كيلومتر وهي تساوي اكثر من 30 مرة مساحة لبنان وتزيد عن نصف مساحة العراق. اما المساحة التي تقاتل فيها داعش في العراق وسوريا واسوار لبنان واسوار الاردن تتجاوز اكثر من 50 ضعفاً بقدر مساحة لبنان.. فتصور يا رعاك الله!
• بعد احتلال الموصل هل هنالك رؤية امنية ذات طابع استراتيجي للحل؟

- نعم أنا متفائل اذا توفر قادة جدد معروفون بالنزاهة والكفاءة والاخلاص للوطن والمواطن وثم اعادة هيكلية الجيش العراقي تسليحاً وتدريباً وخططاً.. فإننا قادرون على احراز النصر في المستقبل.
ان ما تعرضت له مصر عام 1967 في العدوان الاسرائيلي في الخامس من حزيران يشبه ما جرى في العاشر من حزيران في الموصل وصلاح الدين وديالى عام 2014 لكن الفرق ان مصر حاسبت وعاقبت القادة الفاشلين والمسؤولين عن هذا الانكسار الكبير ابتداء من انتحار وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المصرية وانتهاء بصغار الضباط الذين كانوا جزءا من هذا الانهيار لكن القيادة العراقية لم تعاقب احداً من الرؤوس الكبيرة التي كانت سبباً في الهزيمة بل كافأت البعض منهم.
نحن بحاجة في ظل اجواء حكومة الوحدة الوطنية الحقيقية كي نختزل زمن الهزيمة الى مبادرة في مواجهة تنظيم داعش..
• ما عناصر هذه المبادرة؟

- ان داعش تشكل خطراً مباشراً وغير مباشر على مصالح الولايات المتحدة الامريكية واوربا وبريطانيا ودول الخليج كافة وايران وتركيا وروسيا والصين والباكستان فضلا عن الاردن وتركيا وسوريا.
لذا اعتقد اننا بحاجة الى ايجاد حليف دولي لمناهضة داعش ومشروعها التكفيري والقضاء عليها باسرع وقت.
والمبادرة تقوم على عدة عناصر هي:
اولاً. ان تكون ثلاث مستويات:
المستوى الاول: مالي وتتبناه دول الخليج.
المستوى الثاني: قتالي ميداني واقعي تتبناه الدولة العراقية وايران وتركيا والاردن وسوريا ولبنان.
المستوى الثالث: الدعم اللوجستي والجوي والصاروخي والتسليحي المتطور اضافة الى غطاء الشرعية الدولية.
ان هذا التحالف سيكون بداية لنهاية التنظيم الارهابي في نقطة ارتكاز لصراع طويل بين القيم الانسانية المتحضرة والتخلف الداعشي.
• هل تحذر من معركة على أسوار لبنان والكويت والسعودية والاردن؟

- نعم.. فقد اكملت داعش كل الاستعدادات في داخل هذه الدول لخوض معركتها الواسعة وامتلك معلومات عبارة عن اعترافات لقادة في داعش تم القاء القبض عليهم ومعلومات اخرى تفيد ان داعش ستلملم اذيال هزيمتها في جزء من العراق وهي تتجه لتوقظ خلاياها النائمة في تلك الدول.
تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك