في ذكرى المذبحة .. م باقر الزبيدي
ما اشبه ليلة الضحايا الأرمن ببارحة ضحايا الوطن الموزع بين مقابر النظام الجماعية بالأمس وقتلى الوطن في مجازر داعش اليوم؟!.
اقف معزيا أرمن يريڤان وتركيا وحلب وهيروشيما وضحايا مجازر النازية في العالم وأقول.. ان ما ارتكب بحق الأنسانية من جرائم تحت يافطات وعناوين وفتاوى ضالة من سلطان الدولة العثمانية دليل على استهتار السلطنة بالانسان واستهتار الفتاوى العثمانية بالضحايا!.

لم املك قبل سنتين من الان "وكنت وزيرا للنقل' الا الانحناء امام جثث الضحابا وان اجد نفسي امام نصب الشهداء أضع اكليلا من الزهور على نصب "معلوم' لهم ما اثار هذا الموقف استياء النهج الدموي والمشروع الاقصائي التركي وغضب اردوغان الشخصي!.
هنا أقول ان ادانة هذه الجريمة موقف تمليه علينا القوانين الدولية وشرعة حقوق الانسان وديننا الحنيف الذي علمنا الوقوف بوجه الظلم وفتاوى السلطان الظالم ومن اعان ظالما سلطه الله عليه.
حين وضعت اكليل الزهور على ضحايا الأرمن شعرت بتعاطف سياسي وكنسي كبير في وقتها وقد وردتني رسائل مختلفة من شخصيات كنسية مهمة في أرمينا لازلت احتفظ بها لما حفلت به من حفاوة وتقدير وعرفان لموقف وزير مسلم في دولة عربية مجاورة لتركيا وهو ما حملني مزيدا من الاصرار على المضي في  رفض سياسة المذابح التاريخية التي ارتكبت بحق الأرمن ومزيدا من الاصرار على رفض ومحاربة ومواجهة السياسة التركية الجديدة "التي على ما يبدو" ماضية في ذات النهج..نهج الاحتلال والاقصاء والقتل والمقابر الجماعية والاغتيال لمن يقف في مواجهة السلطان التركي!.
اننا في العراق نتحسس الم ودموع من طالته مذابح السلطان العثماني لأننا في الحقيقة وقعنا بنفس الفخ الطائفي والعرقي منذ سقوط النظام في 9 نيسان 2003 عبر مذابح تنظيم القاعدة ومن ثم ظهور تنظيم داعش الارهابي ومن مهد لها وفتح الحدود امام المجموعات الارهابية ومولها وداوى جرحاها في مستشفياته وقدم التسهيلات للقتلة في ارتكاب جرا ئمهم البشعة بحق العراقيين.
ليس امامنا الا مواجهة هذه السياسة المجرمة التي لم تتخلص من جرثومة "المذبحة" منذ عام 1915 وتكررها بأستمرار في رقاب العراقيين والسوريين ومثلما يتذكر العالم مذابح السلطنة العثمانية التي جرت  بقتل الابرياء يتذكر مذابحه في اعناق العراقيين والسوريين وشعوب المنطقة الاخرى في اليمن وليبيا ومصر مايتطلب ادانة  دولية واسعة للسلطنة التركية وفتاوى الذبح العرقي والقومي وادانة لجرائم السلطان التركي الحالي.
اكرر ادانتي للجرائم التركية بحق شعبنا العراقي والقصف اليومي المتكرر لمناطق شمالنا الحبيب في محيط دهوك واحتلال بعشيقة واقول للقيادة التركية التي عاتبت رئيس جمهورية العراق على خطوة وضعنا اكليلا من الزهور على ضحايا المذبحة في يريڤان..اننا باقون في خندق الدفاع عن الانسانية والقيم الانسانية وعن الضحايا في مختلف مناطق العالم سواءا كنا وزراء في الحكومة او خارج الكابينة الحكومية.
ادرك ان هذه المواقف الرافضة تكلف المتصدين لها الكثير من الاثمان لكن تلك الاثمان سرعان ما تتضائل امام المواقف الانسانية في رفض الظلم والانسجام مع النفس في مواجهة الحاكم الظالم والفتاوى الضالة.


باقر الزبيدي

مقال نشر في البينة الجديدة : الاربعاء 26 /4 /2017 العدد 2699
تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك