الحروب الإقتصادية.. وحرب الحدود .. الحلقة الثالثة
الحروب الإقتصادية.. وحرب الحدود ..

الحلقة الثالثة : الجبهات الجديدة لـ (د ا ع ش)

واحدة من أهم المشاكل التي خلفها "د اع ش" هي عوائل عناصر التنظيم سواء المقتولين منهم أو المعتقلين أو الفارين، الذين لازالوا يحملون السلاح في البراري والقفار، وهناك قرابة (٣٠٠ ألف) شخص لهم صلات عائلية بأفراد التنظيم، متواجدين بمخيمات النزوح في أنحاء مختلفة من العراق و على الحدود السورية، وبحسب ما أفرزته التحقيقات الأخيرة للأجهزة الإستخبارية فإن العديد من أبناء تلك العوائل كانوا من المشاركين في الهجمات الأخيرة التي سبقت (عمليات أبطال العراق).

كما أشرنا سابقاً بأن (د ا ع ش) يحاول لملمة شِتاته مجدداً بالمناطق الريفية والصحراوية النائية، في كل من العراق وسوريا، وضخ الخبراء والكوادر العسكرية والفنيين من مصنّعي المتفجرات في سوريا بإتجاه العراق.

ما يجري في ناحية الگرمة من هجمات متكررة، دليل على إن (د ا ع ش) يسعى لإعادة تنظيم صفوفه في الأنبار وفي أماكن متباعدة من المحافظة.

أما في الجانب السوري، فلا يزال عشرات الآلاف من أُسر الدواعش يقطنون في المخيمات، مع إمتناع الحكومات الأجنبية بإعادتهم الى بلدانهم إلاّ في الحالات الإنسانية كالأطفال المنفردين وحالات نادرة أخرى.

التنظيم عموماً يعمل بقوة لأجل إيجاد موطِن قدم له داخل الأراضي العراقية والسورية؛ كما يحاول تنشيط عناصره القديمة المتخفية في أوربا من الخلايا النائمة، وكسب متطوعين جدد من الدول الغربية لزجهم في سوح العمليات بالمنطقة، لذلك أصبح من الضروري في هذه الآونة تحديداً منع الدواعش من السيطرة على أي بقعة جغرافية مهما كانت مساحتها أو موقعها.

أما (الحدود الأردنية - العراقية - السورية) التي تفتقر إلى أي من أنواع السيطرة أو التحكم فستصبح وفقاً للمعطيات الراهنة بؤرة جديدة للدواعش يصعب السيطرة عليها، وهي على مقربة من قاعدة التنف الأمريكية ومخيم الركبان على الحدود الأردنية - السورية، وهذا ما تم تناوله خلال آخر إجتماع في عَمان بين ملك الأردن وقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينث ماكينزي، و كان الإجتماع ذو طابع أمني وعسكري..

  باقر الزبيدي
  ١٦ تموز ٢٠٢٠
تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك