التركمان والمسيحيون والشبك .. والتغيير الديموغرافي / باقر الزبيدي

يتعرض العراق الى عدوان بربري طائفي مقيت بقيادة مشروع التطرف العربي المننهج الممثل بداعش يستهدف الهوية الوطنية الجامعة والنسيج المجتمعي الوحدوي العراقي الشامل.
ان الاشوريين (المسيحيين) والتركمان والشبك عاشوا في نينوى منذ امد بعيد على قاعدة التعايش والتنوع وبهذا ازدهرت الموصل وخرج منها الشعراء والمثقفون والموسيقيون والفلاسفة والعلماء ولانها كذلك فقد توجهت معاول داعش لهدم قبر ابي تمام وقبور الانبياء والصالحين لكن نينوى زهى حديد وابراهيم الموصلي وابي تمام منارات شاهقة على اممية الموصل وتنوعها المجتمعي والديني.
ان حملة داعش بتهجير مئات الالاف من التركمان العراقيين في تلعفر حيث لجأوا الى سنجار وهم يعيشون اصعب الظروف والاحوال المجتمعية السيئة بحاجة الى حل حكومي جذري والحل يكمن في خطة عسكرية تستفيد من الموقع الجغرافي لتلعفر والمطار العسكري ومقر الفرقة 11 حيث تقوم القوات الخاصة العراقية بتمشيط المنطقة بالقصف الجوي المكثف بطائرات السوخوي والهليكوبتر والاسلحة الاخرى المتوافرة لكي يكون المطار جاهزا لاستقبال فرقة عسكرية كاملة تتوسع مهمتها لتشمل سكن عشرات الالاف من المساكن التي يقيم فيها المسلمون الشيعة والسنة في تلعفر وطرد عصابات داعش الذين لايتجاوز عددهم ال600 ارهابي يسيطرون على المدينة بشقيها الشيعي والسني وعند ذلك يؤمن الطريق من سنجار حتى تلعفر لاعادة الاهالي المشردين الى منازلهم والبدا بحملة تطهير شاملة يعقبها تطويع شباب تلعفر ليكونوا نواة اللجان الشعبية المدربة والقادرة على الدفاع عن مدينتهم.
ان هذا الجهد العسكري سيكون نواة اولى لتعميم الفكرة على بقية المناطق العراقية واهمها الموصل.
ان تاخر الحكومة في اعادة المهجرين من تلعفر الى مدينتهم يعطي رسالة اولا ان الحكومة غير جاهزة لتامين العراقيين على انفسهم وهو فال سيء وتعطي رسالة للاخرين ولاهالي تلعفر الذين يعانون من الجوع والامراض بالرحيل الى الجنوب العراقي في النجف والناصرية او كربلاء وبذلك نساهم جميعا بالتغيير الديموغرافي الخطير الذي سيتهدد الامن القومي للبلد وهو هدف تسعى الى نيله داعش ومن يقف خلفها في مشروع الاجندات العربية المحيطة بالعراق وهذا التغيير الديموغرافي يستهدف اهلنا في البشير وتازة وطوز خورماتو في كركوك وصلاح الدين وكذلك يستهدف اهلنا المسيحيين والاشوريين والشبك.
واقولها هنا .. اذا قبلنا تلك القسمة الضيزى فسنكون قد ساهمنا من موقع كوننا اكثرية ولنا موقع مميز في ادارة الدولة والقيادة العامة للقوات المسلحة بحرب اهلية على الابواب ستبدا من الجنوب الى اقصى نقطة في شمال العراق وهو ماتريده داعش.

عمود نشر في الصفحة الاولى من صحيفة الخبر
http://khabaar.net/index.php/permalink/24215.html
تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك