مقال في الزبيدي نشر في جريدة الخبر : بيان جبر .. عمار البغدادي
تعرفت عليه أواسط التسعينيات في سوريا، ايام كنا في المعارضة العراقية.. كان مكتبه سفارة للعراق، يفد إليه سفراء الدول العربية والاجنبية، وحين عملت مستشارا اعلاميا معه ترك لي حرية اختيار الموضوعات ولم يتحرك على مساحات الحرية التي عادة ما تكون مقيدة بقرار حزبي..!

كانت جريدته (نداء الرافدين) صحيفة المعارضة العراقية كلها.. ففيها يكتب الشيوعي والمتدين القومي والوطني الكردي والعربي، الشيعي والسني، وكثيرا ما كان يجلس معنا في غرفة التحرير، قادة احزاب سياسية للاتفاق على مانشيت الصفحة الاولى، حيث كنا نطبع الجريدة في مطابع جريدة السفير اللبنانية، ما مهد السبيل لأن أكون تاليا سفير بيان لطلال سلمان وقادة الصحف اللبنانية الاخرى..!
كان يشتغل برؤية منفتحة على كل القوى الوطنية، ولا يعرف الجمود او التباطؤ في أمر يتعلق بالمعارضة العراقية وضرورة ان تسجل موقفا ما في الساحة العربية، وهكذا وجد طريقه الى قناة الجزيرة القطرية وناظر البعثي عبد الجبار الكبيسي وصرعه.. يومها تذكرت مقولة النبي الكريم لحسان بن ثابت.. إرمهم بسهام شعرك يا حسان، فيما كنت اردد وانا اشاهد برنامج الاتجاه المعاكس في الدوحة بين الكبيبسي وبيان جبر ارمهم بسهام ردك يا بيان!.
سافر الى الولايات المتحدة الامريكية والتقى المجموعة الامريكية المسؤولة عن الملف العراقي في العام 1993 وكان اول عراقي من المعارضة العراقية يلتقي الجانب الامريكي.. كان اللقاء بالامريكان محفوفا بالمحاذير الشرعية والسياسية، فاغضب احزابا وافرح اخرين.. وبعد سنوات كان الآخرون الذين غضبوا من سفره ولقائه بالامريكان اول من يذهب ويتوسل المسؤولين الامريكيين من الدرجة الثامنة علهم يستقبلونه..!
الشجاعة جزء من شخصيته، وسرعة البديهة من معالم بنائه السلوكي والنزاهة معبده، وحين يكلف بمهمة معينة سواء في المعارضة او الحكومة، يترك كل التفاصيل الحزبية والولاءات الشخصية، وهذا مني وهذا من الحزب الفلاني، ويعمل في وزارته وهدفه الاعلى اجراء تغيير حقيقي في نظام الخدمة الوطنية.
رجل اشكالي.. يثير باستمرار اسئلة حقيقية في الوطنية والنزاهة والعمل الوطني والحكومة والمستقبل ولعله اثار ويثير الكثير، مما يحتمل، ومما لا يحتمل بشأن المواجهة الدامية والتاريخية مع داعش، فيغضب قوما وينبه قوما اخرين، مثلما كان يغضب ويفرح وينبه ويثير الاشكالات..!
بيان جبر رجل في الوطنية ومن آخر الزمان، ولن يتغير، وان تغير الزمان!.
تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك