أسوار بغداد .. الحلقة ١٢ ،، حوار مع باقر الزبيدي
حين دخلت مجلس النواب عن بغداداطلقت حملة اعلامية موجهة تحدثتفيها وعلى امتداد اربع سنوات عن فسادالحكومة وفي ليلة اتى اليك ضابطيحمل كتاباً من مكتب عقارات المنطقةالخضراء مع برقية من القائد العامللقوات المسلحة يدعوك فيه الى اخلاءمنزلك الحالي  ما قصة هذا الكتاب ؟
• ارجو ان نترك هذه الموضوعات التي صارتبحكم التاريخ وتتعلق بأستهدافي بشكلشخصي.
مهمتي الاساسية كانت هي الدفاع عن الوطنوحمايته من الاستهداف والتأشير على الخطأ منموقعي كنائب ورئيس كتلة ومعني بالعمليةالسياسية منذ البداية .

لكنني اطلعت على البرقية الخاصة بقراراخلاء المنزل فلماذا تحاول  طي هذاالملف ؟.
• نعم... الكثير من الاصدقاء والمسؤوليناطلعوا على هذا الكتاب  ولازلت احتفظبالنسخة الاصلية منه حيث سادرج نص الكتاب الصادر في  كتاب اسوار بغداد بعد الانتهاء من نشره في البينة الجديدة لكنيلا اريد الخوض في مثل هذه الموضوعاتالتي اعتبرها شخصية رغم انها كانت فيوقتها تعتبر استهدافاً سياسياً مباشراًلنهج مواجهة سوء الادارة والفشل وبسبب النشاط السياسي المعارض لنظامالعقود الفاسدة ونظام الفشل الامني وكممن مرة قضيت ليالي وانا لم انم فيهاساعة واحدة بسبب قلقي مما ال اليهالنظام وما سيؤول اليه مستقبل العراقفي ظل حكومة بلا رؤية ودولة مهددةبالانقراض على يد الفاشلين وكم حدثتكوحدثت الكثير من السياسين والاعلاميينالى انهيار سيقع في محافظات متعددةوسنقاتل على اسوار بغداد .
ماكان يؤلمني هو انني كنت ارى رأي العين انناسنقدم الاف الشهداء والجرحى دفاعاً عن سيادةبدأت تتناقص في ظل الفشل وفساد القادةالعسكريين والسياسين قبل ان تتناقص بحرابالمجموعات الداعشية .
هل يحق لحكومة ان تعرض وزيراً للداخلية عرفبمناوئته للارهاب ومقارعته للمجموعات الارهابيةوخطفت شقيقته وشقيقه ناهيك عن مجمل مسلسلالاغتيال الذي طال المقربين من عائلته الى الخطر الداهم وليكون بين ليلة وضحاها خارج مناطقالحمايةالامنية؟.
الكتاب القادم من مكتب رئيس الوزراء مخالف لكلالتعليمات والاعراف التي ابقت وزراء عملوا ستةاشهر في الحكومة بمنازلهم في المنطقة الخضراءوفي التعليمات تؤكد ان الوزير السابق يبقى فيسكنه من (5 الى 8) سنوات والى اليوم هنالك وزراءيقطنون المنطقة الخضراء منذ عشر سنوات ولم يأتاليهم احد ولم يطلب منهم المغادرة وانما جاء الطلبلبعض الوزراء الذين يؤشرون على الخطأ او الذينليس لديهم صلة شخصية او حزبية او سياسيةبرئيس الوزراء.
وماذا عن سياسة سحب السياراتوالحمايات ؟.
• لقد طويت كشحا عن كل ذلك.
اشرت على سقوط الموصل قبل سبعة اشهر من انهيار الدولة فيها وجاءتالنتائج مطابقةً للتأشير.. اذكر فيالسنة الاولى من وجودك في المجلسالنيابي حدثت جلاسك عن ازمةاقتصادية قادمة هل حدثتنا عن الاسبابالتي منعتك الى التأشير على الازمةالاقتصادية الخانقة ؟
• استطيع القول اننا في عقدة الازمة الماليةواعرب في هذا الكتاب عن خشيتي منتنامي الازمة واخشى من ان تتحول الازمةالى كارثة محققة لاتقل في ثقلهاوصدمتها عن صدمة سقوط الموصل؟.
ان اسباب القراءة الخاصة بالازمة تعودالى ما قبل خمس سنوات حيث كانالنفط يباع في الاسواق العالمية باسعارمجزية وصلت الى 120 دولاراً للبرميلالواحد؟ .
• ان السبب الرئيسي هو ان العراق فقدمصداقيته المالية والنقدية عندما استهدفمحافظ البنك المركزي د.سنان الشبيبيونائبه دمظهر صالح من قبل الحكومةلاسباب سياسية واخرى لها علاقةبالفساد.
الشبيبي كان واحداً من اعلام رجال السياسةالنقدية وطالما حدثني رجال مالية عرب واجانبورؤساء بنوك دولية ومركزية ان الاستاذالدكتور سنان الشبيبي هو واحد من بين ثمانِشخصيات نقدية عالمية والبعض منهم فوجئتانهم  تتلمذوا على يد الاستاذ الشبيبي .  
ان ما حصل هو خرق واضح وفاضح لقانونالبنك المركزي الذي تمتع حسب قانونهيالاستقلالية في صناعة القرار واتخاذه مندون تدخل الحكومة ومجلس النواب وهكذا كانالشبيبي صلباً مدافعاً عن النقد العراقيوسعره وطالما وقف الى جانبي حين كنت وزيراًبل  كنا مثلنا الشراكة الحقيقية ما بين الماليةوالبنك المركزي حيث انعكست تلك الشراكة فيقيمة الدينار العراقي .
هذه الشراكة التي تحدثت عنها معمحافظ البنك المركزي  هل انتقلت معكفي رحلتك الشهيرة لاطفاء الديون ؟.
• نعم كان السيد محافظ البنك المركزي شريكاًفي متابعة ملف الديون في بعض رحلاتيالخارجية وما حققناه للعراق كان كبيراً رغمان الديون المستحقة على العراق كانتباهضة استطيع القول ان تلك الرحلةانجزت كامل مالديها  من اهداف وكنا فيالحقيقة سفراء لهذه التجربة في المحافلالدولية وفي مقدمتها نادي باريس .
اطفأنا الدين الصيني البالغ 8 مليار دولار وكانترحلة شاقة على المستويين العراقي والدولي ومايكن  ان يفعله وفد عراقي مع الجانب الصينيوما يكتنف ذلك من مفاوضات شاقة في هذا الاطاروما يمكن ان نحتمله على المستوى الجسدي وفيوقتها تعرضت بسبب الجهد الجسدي المبذول الىوعكة صحية لكنها لم تثن عزيمتي في مواصلةالمسيرة حتى استكمال كافة التفاصيل المتعلقة بقرارالصين اسقاط دينها البالغ 8 مليار دولار .
وهكذا اسقطت الديون الاجنبية الاخرى ولن انسىمهمتي في اسقاط الدين القبرصي  على متنالطائرة التي اقلتني الى التفاوض لاسقاط ديون 16 دولة في سنغافورة على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وهكذا تدرجنا في مهمة اسقاط بقية الديونالاجنبية الروسية والبلغارية واليونانية والصربية والبولونية  الدولة الوحيدة التي بقيت ديونها عالقة الى الان بسبب مشاكلها الاقتصادية وكذاالديون العربية .
لقد حفظنا المال الوطني وتمكنا من حماية العملةالعراقية بالشراكة.
استطيع القول ان الفترة التي كان فيها الدكتورالشبيبي محافظاً للبنك المركزي العراقي كانت فترةاستقرار للدينار العراقي .
ربما شهدنا في تلك الفترة بعض مشاريعاستثمارية وطنية واجنبية تحركت في البلاد هذايعود في الحقيقة الى الادارة النظيفة والخبرة فيالتعاطي مع المسالة المالية والنقدية والاهم الثقةالكبيرة التي توليها المؤسسات الدولية البنكالدولي وصندوق النقد الدولي وهذا ماميز فترتنافي ظل قلق وارتباك امني وسياسي والبلد يعيشتحولات مريبة في السياسة وفي العلاقة مع القواتالاجنبية وتحولات في العملية السياسية تكتنفهاالمؤامرات والاحباطات الخيبات .
هذا يعني ان الشراكة النظيفة والمصداقية تعطيارتفاعا معنوياً للعملة الوطنية وتحافظ على سعرالصرف وهو ما يعني انفتاحاً على كافة اوجهومستويات النشاط الاقتصادي والمالي والاستثماري .
واتصور ان ما جرى من ملابسات في ملف محافظالبنك المركزي  يمثل عملية انقلاب على استقرارالعملة وعلى الجانب المشرق من مشروع الاستثمارالوطني العربي والاجنبي في العراق لصالحجيوب المشبوهين والطارئين على الاستثمارالوطني وسرقة المال الوطني .
وربما يكون التقلب  المريب في سعر صرف الدولاروهذا الانخفاض المخيف في سعر الدينار العراقييعود الى قرار  سياسي بابعاد الشبيبي منالاساس على خلفية ابقاء البلد والبنية الماليةتتأرجح في الفراغ وهي مؤامرة شبيهة بمؤامرةاحتواء التجربة الوطنية بمشروع اسقاط الموصللابقاء البلد في دائرة النار.
ان هذين المشروعين كانت ورائهما ايادٍ داخليةوخارجية لتحطيم اسوار التجربة ..
تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك