القاعدة الخطر القادم على اليمن..  الجزء الثاني
الجزء الثاني :

القاعدة الخطر القادم على اليمن..

التدمير الممنهج الذي حاق باليمن، تزامن مع موجات متلاحقة من الأوبئة والكوارث الصحية كالكوليرا وجائحة كورونا، واللافت في مسار الصراع الدائر ان القوى في الجنوب التي (تقاتل) أنصار ا.. في الشمال إنقسمت إلى جهتين متقابلتين متصارعتين؛ جهةٍ يتمترس بها جيش منصور هادي وحليفه حزب الإصلاح الإخواني وتدعمه السعودية، والأخرى قوات المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي ينادي ويدعوا الى الإنفصال وتدعمه دولة الامارات.

ومن خلال ما يجري من صراع "الجنوب مع الشمال" فإن المراقب يلاحظ بأن المستفيد من ذلك الصراع متعدد الأبعاد بكل وضوح هي (القوة الثالثة) في اليمن، وهو تنظيم القاعدة الذي سبق له بسط نفوذه منذ مدة طويلة على مناطق شاسعة في الجنوب وله حاضنه بين القبائل في المحافظات الشرقية والجنوبية حتى ان "د ا ع ش" لم يتمكن ان يتمدد في اليمن على حساب القاعدة، إلا في نطاق محدود ويمكن ان تعود قوة القاعدة هناك إلى كثافة النشاط الوهابي في جنوب اليمن، بعد إزاحة الحزب الإشتراكي اليمني عن السلطة في عدن.

وتكمن خطورة الأحداث المتلاحقة حالياً في الجنوب بأن القاعدة تراقب المشهد الجاري بإنتظار اللحظة الحاسمة التي تصل فيها الأطراف المتصارعة إلى درجة الإنهاك او الإنهيار، لتنقض عليها وتحسم الموقف لصالحها ليس في الجنوب فحسب، وإنما لتتجه بعد ذلك وبواجهة جديدة الى الشمال بعد ان تفرض وجودها كأمر واقع على الساحة اليمنية، وهو ما قد لا تعارضه لا الامارات ولا حتى السعودية ولا أمريكا، التي تراقب الوضع عن كثب ما دام الصراع باقٍ ويتمدد ومحصور ضمن الإطار اليمني.

  باقر الزبيدي
٤ حزيران ٢٠٢٠
تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك