قصتي مع زلماي خليل زاد ( من الحلقة 1 الى 5 ) .. باقر الزبيدي
الحلقة 1

بعد سقوط النظام في 9 نيسان2003 تعاقب على العراق شخصيات امريكية متنوعة تركت بصماتها واضحة في مجرى السياسة العراقية حسب طبيعة تلك الشخصية وتجاربها الدولية السابقة ومن بين هؤلاء السفير زلماي خليل زاد.

السفير زاد افغاني الاصل بشتوني القومية امريكي الجنسية متزوج من امراة امريكية الجنسية وتمتلك خلفية علمية وسياسية عالية وتقدم عادة ابحاثا ستراتيجية لمراكز الابحاث والدراسات السياسية الامريكية اما نجله الاكبر فيعد من كبار المحامين في نيويورك ومن كتاب الاعمدة السياسية في صحيفة نيويورك تايمز.
شغل زلماي خليل زاد منصب سفير الولايات المتحدة في افغانستان بعد سقوط نظام طالبان ومجيء حكومة حامد كرزاي قبل مجيئه الى العراق وحظي الرجل بمكانة مميزة في ادارة الرئيس بوش الابن لتميزه بتقديم مجموعة من التصورات الخاصة بالشرق الاوسط وفق خلفيته الشرقية.
تعرفت اليه نهاية عام 2002 في مؤتمر لندن الشهير وهو مؤتمر المعارضة العراقية الذي حضرته اكثر من 400 شخصية وضعت اللبنات النهائية لتصور مشروع اسقاط النظام..وكان زاد يمثل المحور الامريكي في المؤتمر وقد التقيت به في فندق المتربول وسط لندن وكان زاد اللولب الذي يحاول جمع اطراف المعارضة العراقية القومية والاسلامية والليبرالية سنة وشيعة وبذل جهودا لضم شخصيات سياسية سنية اخرى بغية اكمال الخارطة السياسية لمشروع اسقاط النظام ونجح في ذلك الامر الى حد ما.
تنقل زلماي عشية انعقاد مؤتمر المعارضة العراقية في اروقة المؤتمر مجتمعا مع السيد عبد العزيز الحكيم(رحمه الله) والسيد مسعود البارزاني والسيد جلال الطالباني في محاولة للوصول الى نقاط مشتركة ازاء البيان الختامي للمؤتمر الذي مثل في وقته خارطة طريق لمستقبل العراق الجديد بعد الفراغ من مهمة اسقاط النظام.
رغم ذلك كنت اشعر بطبخة كانت تجري في الخفاء من اجل ابعاد الاسلاميين المستقلين عن موقف المجلس الاعلى في تثبيت الاسس التي يعتقدها لبناء العراق الجديد ولن انسى غياب حزب الدعوة الاسلامية عن المشاركة في المؤتمر مثلما لن انسى قيام بعض قياداته للتظاهر في شارع اجوررود امام فندق المترو بوليك جنبا الى جنب تيارات سلفية جاءت للتظاهر ضد مشروع اسقاط النظام وهم من افغانستان وباكستان والعراق ومصرودول عربية اخرى وهم اليوم اخوة لنا وزملاء في الحكومة ومجلس النواب حيث كانوا يتهمون المجلس الاعلى بالتعاون مع امريكا لاسقاط صدام حسين.
ومن اجل بلورة موقف التيار الاسلامي اوفدني السيد عبد العزيز الحكيم للاجتماع بهؤلاء الاسلاميين حيث كان عددهم يربو على 50 شخصية اسلامية شيعية وسنية واكتشفت ان سر القطيعة والخلاف ان المستقلين لم يكونوا بصورة مايجري من اجتماعات واتفاقات في المؤتمر ومافعلته انني قربت المسافة ووضعتهم بصورة مايجري وقدمت رؤية المجلس لتكون قاعدة ومنطلق للعمل على اسقاط النظام مع الاخذ بالاعتبار طبيعة التصورات الاسلامية الاخرى واجبت على كل اسئلتهم واستفساراتهم وكان لقاءا تميز بالود والصراحة وخرجنا متفقين على التواصل وان اضعهم دائما بصورة مايجري.

الحلقة 2

اتفقت القيادات العراقية في المؤتمر الذي استمر ثلاثة ايام على عقد اجتماع مغلق في احدى القاعات الصغيرة حضره شخصيات بارزة منها السيد عبد العزيز الحكيم وفريق عمله ممثلا بالدكتور حامد البياتي ممثل المجلس في لندن والسيد عادل عبد المهدي وكان احد كبار المفاوضين في المؤتمر وكنت الرابط بين السيد الحكيم وشهيد المحراب الذي كان يتابع المؤتمر من خلالي لحظة بلحظة.
بدا الاجتماع وكان من بين الحاضرين السيد البارزاني وفريق عمله والطالباني ومساعديه والسفير زلماي ومساعديه والدكتور احمد الجلبي الذي كان الرجل المحوري في المؤتمر صانع قانون تحرير العراق والشريف علي بن الحسين والسيد محمد بحر العلوم الذي كان له دور اساسي كبير في المؤتمر وتقريب وجهات النظر المختلفة وقد استمر الاجتماع حتى ساعات الفجر الاولى فيما كنت اضع شهيد المحراب في طهران بكل التفاصيل حيث كان يعلق عليها ويبدي رايا فيها واقوم بدوري بنقل وجهة نظره الى المجتمعين في هذا المكان ولن انسى انني اتصلت به في ساعة متاخرة جدا في تلك الليلة وكان الهاتف يرن دون اجابة لكنني تابعت الاتصال حتى كان الشهيد الحكيم على الجانب الاخر فقلت..سيدنا اخشى انني ازعجتكم في هذه الساعة المتاخرة واذكر انها الثالثة صباحا فقال كلا لانني اصلي وادعو لكم بالتوفيق والسداد لتحقيق اهداف الشعب العراقي.
اذكر ان خلافا حصل حول البيان الختامي اذ طلب مني السيد الطالباني ان يتحدث مع سماحة السيد الحكيم في طهران لان السيد اصر على نقاط جوهرية تتعلق بالحقوق المدنية والسياسية للشعب العراقي خصوصا حقوق الاقليات (المسيحيون والصابئة والازيديون والفيليون والتركمان) وكان يذكرني دائما بضرورة الاهتمام بحقوقهم وكنت انقل ذلك للسيد عبد العزيز الحكيم.
انتهى الاجتماع بالاتفاق على انتخاب 65 شخصية عراقية من مختلف المكونات والاتجاهات السياسية ليكونوا في اطار لجنة سميت لاحقا لجنة المتابعة والتنسيق والبيان الختامي.. وقد حصل هذا الاتفاق في ليلة الهرير الساعة السادسة صباحا حيث لم يذق احد منا طعم النوم!.
انفض الاجتماع على امل ان يتم الاجتماع العام الساعة الثامنة صباحا وفيه يتم قراءة البيان الختامي واعلان اسماء ال65 مندوبا وممثلا عن كافة مكونات المعارضة العراقية بحضور عدد كبير من الدبلوماسيين العرب والاجانب من بينهم سفراء اغلب دول الخليج والقائم بالاعمال الايراني في لندن والقائم بالاعمال التركي وممثل عن الخارجية البريطانية وعدد من سفراء الدول الاوربية اضافة الى وجود عدد كبير من الصحفيين العرب والاجانب.
وبينما يتهيأ المؤتمرون الى تلك الملفات التي تم الاتفاق عليها واذا بهاتفي يرن وكان على الطرف الاخر شهيد المحراب وقد اوضح السيد في المكالمة الهاتفية ان النسب الخاصة بالاقليات غير متوازنة وكذلك في نسبة الشيعة في اطار لجنة ال65 فهي اقل من 50% وعليه يجب بذل الجهود لتصحيح هذا الخلل التاريخي ممااضطرني ان ادخل في جولة جديدة من المفاوضات السريعة بعد ان اطلعت السيد عبد العزيز بالامر فبدات مع الدكتور الجلبي والطالباني واخبرتهم ان شهيد المحراب في حالة عدم تصحيح هذا الخلل سيعلن من طهران انسحاب المجلس الاعلى من المؤتمر وبذلك سيتقوض اهم انجاز وحدث سياسي في تاريخ العراق ممااضطر السيد الطالباني والجلبي للبحث عن خيارات حلول وانتهينا الى اعادة التوازن الى المكونات الاساسية المحورية في عملية اسقاط النظام واصبح عدد لجنة التنسيق والمتابعة 75 بدلا من 65.
الجدير بالذكر ان زلماي خليل زاد كان طيلة فترة المؤتمر على اتصال مباشر بالرئيس الامريكي بوش ويضعه بكل التفاصيل ويناقش معه العقد والمشاكل والمقترحات كما كنت افعل مع شهيد المحراب فكان هو رسول بوش وانا رسول الحكيم.

الحلقة 3

قبل ان ابدأ بالحلقة الثالثة اود الإجابة على أسئلة الأعزاء حول مشاركة السنة في مؤتمر لندن وأسمائهم.. آذكر بعض الأخوة من العرب السنة - صلاح الشيخلي- حسن النقيب- فلاح النقيب - سعد البزاز- أيهم السامرائي- وفيق السامرائي- مشعان الحبوري- سعدون الدليمي وشخصيتين من الحزب الإسلامي لا أتذكرهما ونجيب الصالحي وأسماء أخرى.

تشكلت حكومة الجعفري المؤقتة بعد انتهاء حكومة اياد علاوي الانتقالية وتم اختياري وزيرا للداخلية حيث كانت تنتظرني مهمة صعبة على مستوى توفير الامن المفقود بعد اوسع انتشار نفذته المجموعات المسلحة وعلى راسها تنظيم القاعدة وبقايا النظام السابق اوسع واكبر بكثير من انتشارها في افغانستان وكنت اراقب بعد ادائي للقسم واضع تصورات ورؤية للمرحلة المقبلة من مشروع التصدي لتلك المجموعات الارهابية التي كانت تمتلك افضل انواع الاسلحة والدعم المالي الذي كان يتدفق عليها من دول الجوار خصوصا دول الخليج اضافة الى سياسة فتح الحدود امامها من قبل سوريا والسعودية.
استقبلت عشية القسم بحفاوة ارهابية بالغة تجاوزت في اليوم الاول 13 سيارة مفخخة ومجموعة كبيرة من العبوات الناسفة والهاونات وسلسلة من الاغتيالات بما لم يستقبل به وزير للداخلية في العالم وبعد ان اطلعت على التقرير الامني اليومي التفت الى الضباط الذين كانوا من حولي وانا اعيد اليهم التقرير قلت لهم ..هذه رسل القوم الينا!!.
كنت ادرك ان التحدي كبير والمهمة اشبه بالمستحيلة والتقرير الامني الامريكي الذي يقدم عادة لوزير الداخلية يشير الى وجود 275 عملية ارهابية تتم خلال ال24 ساعة في كافة انحاء العراق وهنالك اكثر من تنظيم واكثر من دولة واكثر من جهاز عربي ودولي ضالع ومتورط في دعم الارهاب حيث تحول العراق في غضون اشهر على وجود القوات الامريكية الى اكبر مشجب اسلحة في العالم وساحة معركة واسعة فضلا عن وجود معسكرات تحتوي على مخازن كبيرة هي بقايا اسلحة النظام التي كان يحتفظ بها في مخازنه ومعسكراته لمواجهة الشعب العراقي والتحرش بالامن القومي العربي!.
السؤال الاول الذي طرحته على كبار ضباط الداخلية عن السلاح المتوافر في مخازن الداخلية وايدي المنتسبين في موازاة هذا الكم الهائل والنوعي من الاسلحة في ايدي الارهابيين فقيل لي اننا لانمتلك سوى الرشاشة الصينية والروسية وباعداد ضئيلة لانستطيع بها مواجهة هذا الكم الهائل من العمليات المسلحة والاغرب من ذلك ان القيادة العسكرية الامريكية تمنع تسليح الشرطة والجيش بالرشاسات المتوسطة والاسلحة النوعية وتركوا في اطار تلك السياسة معسكرات النظام المليئة بالاسلحة ومخازنه نهبا لتجار الاسلحة وقادة المجموعات الارهابية وخط لاحدود له من العصاة والمتمردين.
سالت عن اعداد المنتسبين للشرطة والجيش قيل لي انهم لايتعدون ال180 الفا 120 للداخلية و60 للدفاع في كافة انحاء العراق!.
كان المشهد غريبا ومخيفا ومتناقضا فبدات اعيد النظر واضع تصورات اولية وخطط استبقاية للمواجهة مع دعاة الفتنة الكبرى وحين فرغت من وضع بعض التصورات واثناء وقوفي بين يدي الله تعالى في جوف الليل رفعت يدي اليه ودموعي تنهمر دون وعي وتمتمت..ربي اني مغلوب فانتصر!.
كانت اولى التصورات الميدانية كتابة مخطط عمليات البرق معتمدا في ذلك على خبرة حركية في مواجهة مثل تلك الظروف ايام المعارضة العراقية وكان لنا مااردنا عبر استهداف المناطق التي تقع بيد الارهابيين كالعامرية وحي الجهاد والدورة وجزء من البياع والسيدية وشارع حيفا وشارع المطار (طريق الموت) فظهر في افق الصولة الاولى بعض الانجاز فتنفست العاصمة الصعداء وتمت السيطرة على العدد اليومي للمفخخات والعبوات الناسفة وانخفض العدد الى تحقيق الفارق النوعي!.
بعد ان احرزنا تحقيق اهداف ونجاحات ملموسة على الارض بدا الارهاب باستهداف الابرياء والتفنن في تنفيذ عملياته الارهابية المجرمة عبر استهداف المناطق الرخوة مثل المشافي والاسواق والمساجد وكنت اعد صولة اخرى تنسجم مع واقع الارهاب الذي يستهدف تلك المناطق واذا برسول يتحدث مع ضابط كبير في الشرطة الوطنية يعرض عليه فكرة تقسيم بغداد الى شرقية وغربية( الغربية للشيعة والشرقية للسنة) فرفضت العرض رفضا قاطعا وقلت انا وزير داخلية العراق وبعون الله سنفرض الامن على راقالعاصمة مثلما فرضناه بالقوة في البرق ولن انسى دور اخي الدكتور سعدون الدليمي وزير الدفاع انذاك حيث شكلنا ثنائية وحدة العراق.

الحلقة 4

وفريقا منسجما في ادارة مشروع المواجهة والتصدي للهجمة الشرسة للارهاب.
اطلعت منذ البداية بمهمة اعداد وتدريب المقاتلين الذين اتوا من كل انحاء العراق وفق عقيدة وطنية تؤكد على الوحدة الوطنية ومواجهة الارهاب على خلفية ( هذا الوطن منبيعه اخوان سنة وشيعة) كما رددتها مع السامرائيين على خلفية توجهي الى معمارية الامامين العسكريين بعد ساعات من تفجيرهما الارهابي!.
بعد نجاحنا في الاستفتاء على الدستور وتاسيس الجمعية الوطنية وتحقيق الامن بنسبة واقعية اشعرت العراقيين بالطمانينة والاستقرار جاء دور زلماي بالتعاون مع اشرف قاضي ممثل الامين العام للامم المتحدة (اسلامي باكستاني) وهما يشكلان ثنائية ايقاف مشروع اعادة الامن ومواجهة الارهاب عبر مخطط توطين الارهابيين في العملية السياسية فبدات المواجهة المفتوحة على مصراعيها وهنا كنت مستغربا لحركة زلماي وسياسته اليومية معي طوزير اذ يقف مه ارهاب استهدف الجنود الامريكيين ويستهدفهم يوميا ويستهدف العراقيين سنة وشيعة ومسيحيين ويدعمهم ويطلب مني تزويدهم بالاسلحة الشخصية ويدعم طارق الهاشمي للحصول على اجازة تاسيس شركة امنية من 450 عنصرا 300 منهم اعضاء فرق وشعب في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة الامريكية تخوض حربا شرسة مع اشقائهم الارهابيين في افغانستان حيث لم تخرج من صدمتها في عدوان 11 سبتمبر..فماذا فعل زلماي بالسياسة الامريكية في العراق؟!.
استخدم زلماي في تلك المواجهة جميع مخالبه السياسية والاعلامية والامنية والدعاية المظللة حيث بداها بكذبة ملجأ الجادرية الشهير وتلاها في بملجأ البتاوين حيث كذبته الثانية ثم تابعها بحملة اعلامية صريحة ضدي انني استهدف السنة ولااستهدف الارهاب الطائفي حتى الصقت بي شتى النعوت بالافادة من الفضائيات العربية واعتقد هنا ان حكاية الدريل من صناعة الارهابي محمد الدايني والارهابي عبد الناصر الجنابي المقربين من زلماي وقد تعدت الحملة الاعلامية الى  القناة البريطانية الرابعة والصحافة والفضائيات الامريكية!.
اما قمة خلافي مع زلماي فكان حين دخل مكتبي الخاص يرافقه الشيخ عبد الناصر الجنابي وفخري القيسي ومحمد الدايني والدكتور عدنان الدليمي طالبا تسلحيهم وايقاف المداهمات الليلية للمناطق الساخنة فقلت له مانصه .. هؤلاء ارهابيون وهنالك هوامش امنية تتعلق بهم وردا على ادعاءاتهم ان المداهمات تجري على اساس انتقائي طائفي تسائلت عن الضابط الذي يتولى ادارة ملف الشرطة الوطنية (اللواء عدنان ثابت السامرائي) وعن الشكوى الاخرى المتعلقة بمديرية الجرائم الكبرى فان الذي يقودها هو العميد ثامر الجنابي  وعن الشرطة المحلية حيث يقودها اللواء الدكتور ايدن  اما استخبارات الداخلية فيقودها اللواء حسين كمال (كردي) وهؤلاء الضباط الذين اعتز بهم وبادارتهم للملف الامني هم من السنة العرب فعن اي مداهمات طائفية انتقائية تتحدثون؟!.
من خلال مراقبتي وفهمي فان زلماي خليل زاد كان يتحرك بروحية المندوب السامي الامريكي وممثلا شخصيا للرئيس بوش ويحاول ان يتقمص شخصية سلفه السيد بريمر الذي كان يتمتع بصلاحيات واسعة تشريعية وتنفيذية في حين ان السفير زلماي كان عليه ان يعمل في اطار مهمته كسفير انتدبته بلاده لتمثيلها وليس التحرك خلاف ذلك.
اعتقد ان واحدا من بين اهم اسباب تعدي السفير زلماي لدوره ضعف بعض من تعامل معهم من قيادات بعض القوى السياسية ..فالبعض منهم كان يمني النفس بالحصول على مناصب ومواقع قيادية في الدولة ومن هذا المنطلق كان يقدم الولاء له وهكذا بدا السفيير يتمدد في صلاحيات ماكان ينبغي ان يتمدد عليها.
بعد ان غادرت وزارة الداخلية في حزيران 2006 بدا الامن ينهار شيئا فشيئا فكانت قمة الانهيار بدايات 2007 حيث تحولت العاصمة العراقية بغداد الى ارخبيلات وحارات وهنا وقبل ان امضي في سرد رواية هذا الانهيار لابد من العودة الى موقف السفير زلماي حيث انعكس على موقف وزيرة الخارجية الامريكية رايس التي اتصلت ابان تشكيل حكومة (الوحدة الوطنية) برئاسة المالكي بالسيد عبد العزيز الحكيم وعلى مدار 45 دقيقة كان الحديث عن ابعاد الزبيدي عن المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية والسبب ان زلماي استطاع غسل مخ رايس على مدار الفترة التي توليت فيها الملف الامني في مواجهة المجموعات المسلحة والقاعدة..ان زلماي اعتقد خطأ ان ادخال الارهابيين او من لهم علاقة بالارهاب سيوقف الارهاب فبدا يتحرك وفق هذه الرؤية لكن الحكيم اكد لرايس بشكل قاطع ان المجلس الاعلى لن يشارك في اية حكومة لن يكون الزبيدي جزءا منها على ان تكون المشاركة بوزارة سيادية مااضطر الاميركان الى التراجع عن ابعادي من المشاركة في حكومة المالكي الاولى كوزير للمالية وانهارت احلام زلماي بابعادي سفيرا في الخارج!.

الحلقة 5

بدات محاولاته الاخرى عبر رجال نافذين في السياسة العراقية لكي يتصدوا لهذه المهمة وجرت محاولات مماثة من قبل هؤلاء لابعادي ايضا لكنها تكرست على صخرة اصرار السيد العزيز الحكيم (رحمه الله).
وعندما انحدر الامن وبدا الانيار يدب في الشارع العراقي طلب زلماي لقائي وانا وزير للمالية والح في اللقاء وفعلا استقبلته في مكتبي مع عدد من مستشاريه وجرى الحديث عن الوضع المالي لكن زلماي طلب من مستشاريه بعد عشر دقائق من اللقاء الخروج من الاجتماع والبقاء في لقاء ثنائي معي وحينها طلب مني التعاون بسؤال كبير ..ماذا نعمل من اجل اعادة الامن والاستقرار بعد الانهيارات التي شهدها الملف الامني خصوصا في العاصمة بغداد؟!.
ولان الملف الامني ملف وطني وان الانهيار يحصل في بغداد فقد طرحت معالجاتي الامنية وافكارا عامة طلب على اثرها ان نجتمع يوم غد في منزله حيث اولم في دارته وحضر اللقاء القائد العام للقوات المتعددة الجنسيات الجنرال كيسي يرافقه جنرالان اخران يعملان في غرفة العمليات الامريكية وكان ذلك بداية عام 2007.
ناقشت على مدى ساعتين الافكار الامنية التي كانت مورد البحث والنقاش واكدت الحاجة للعودة الى المربع الاول وهو وضع خطط لاعادة رسم الخارطة الامنية والمعالجات وتنفيذ عمليات تفتيش واسعة تشمل مناطق تواجد المجموعات الارهابية والعناصر المشتبه بها.
وعلى اثر هذا الفشل استقبلت السيد هنا مدير مكتب نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني وحدثته على مدى اكثر من ساعة ونصف الساعة عن الاسباب الحقيقية وراء الانهيارات الامنية حيث كان يقتل في الشهر بداية 2006 ثمانية عناصر من الجيش الامريكي وعشرات العراقيين فارتفع العدد الى 108 امريكي شهريا ومئات العراقيين وتقسمت بغداد الى حارات ومناطق وهذا مانتذكر ماسيه جميعا.
اقترحت في نهاية لقائي مدير مكتب نائب الرئيس الامريكي باجراء تغغيرات جذرية في القيادة العسكرية والقيادة السياسية (السفير زلماي) وكان لي مااردت بتغيير اللسفير الذي على يديه انهار الامن على يديه وجاء الجنرال بترايوس بخطة جديدة سميت (الايسرب) كلفت الولايات المتحدة الامريكية 4 مليار دولار كما اكد لي ذلك المفتش العام الامريكي السيد بوين مع استدعاء اكثر من 40 الف مقاتل من قوات النخبة واستخدام الطائرات والمدفعية لدك اوكار الارهاب وبناء الصحوات ولازال البغداديون يتذكرون جيدا كيف كانت طائرة الاف 16 تقصف شارع حيفا ونجح بترايوس بضبط الامن حيث فشل السفير زلماي الذي خلفه السفير كروكر واعتقد جازما انه افضل سفير دبلوماسي مثل بلاده في بغداد.


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك