نظرات في الامن ج2


 هنالك من يتصور ان العمل الامني لاعلاقة له بالحدث السياسي والعلاقات السياسية وهو خطأ جسيم يرتكب بحق الدولة والمجتمع..فقد تكون المعالجات السياسية والعلاقات الاخوية بين الاطراف السياسية المشاركة في الحكومة او الاخرى الموجودة  خارجها هي التي تغنيك عن عمليات عسكرية تكلف مالا ورجالا!.
اسوق مثالا على ذلك ان رسول الله (ص) سال عن معنى مدى تاثير الذنوب الصغيرة التي قد لاترى بالمجهر على شخصية الانسان المسلم فقام النبي باخراجهم الى الصحراء ودعا المسلمين لجمع الحطب فقالوا عن اي حطب؟!. لان ماهو موجود ليس سوى قطع صغيرة لاتشكل شوكة واحدة ..فقال اجمعوا هذا القش الصغير فبدا المسلمون يجمعون هذه القطع الصغيرة من القش حتى تحولت الى جبل فقال هكذا هي الذنوب الصغيرة تتجمع شيئا فشيئا حتى تقصم ظهر صاحبها!.
ان سرد هذه الحادثة يسوقنا الى تقصي الازمات الصغيرة والمشكلات والصراعات التي قد لاترى بالعين المجردة التي حصلت في السنوات الماضية مع الشركاء ومع الحلفاء ولم نستطع من معالجتها في حينها ايمانا منا اننا نستطيع تجاوز الاخرين وقضمهم والقضاء عليهم عبر هذه القضايا الصغيرة لكننا لم نلتفت ان تلك (الذنوب) ستتجمع وتكبر كالجبل الذي كبر في الصحراء وتحول الى كتلة كبيرة من الذنوب!.
من هنا وجدنا انفسنا امام كم هائل من العقد والازمات والمشاكل والصراعات صغيرها وكبيرها ونحن نتفرج عليها من موقع العجز وليس من موقع القدرة على الحل!.
المشكلة ان الشريك يحاول ان ينفس المشكلة والازمة لكن شارعه وتنظيماته تتفاعل مع التصعيد طالبة وضع حلول جذرية لمعاناتها وهنا ..بيت القصيد!.

لقد خرجنا في اطار تراكم الذنوب الكبيرة من هامش الازمة الى مشتبك العقدة!.

يتبع ..
تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك