العراق والقوة الناعمة الأمريكية..


 العراق والقوة الناعمة الأمريكية..

 

إعتادت الولايات المتحدة خلال العقود الثلاثة الأخيرة،  على التعامل مع العراق من خلال القوة الخشنة، وهذا ما تجلى في عهد النظام البائد خلال (حرب الخليج الثانية عام 1991 وعند إسقاطه عام 2003) واستمرت على تلك السياسة بتعاملها مع الإرهاب القاعدي وأخواته بعد أن عملت من خلال نظرية (إمتصاص الجراثيم) التي إعتمدها الرئيس بوش الإبن على الساحة العراقية من خلال تجميعه من كل دول العالم وعلى نفس المنوال كان التعامل مع داعش بصرف النظر عن الدوائر وأجهزة المخابرات التي صنعته وزجت به في سوريا والعراق إلا أن اللافت في تلك السياسة هو التحول الذي شهدته خلال السنتين الأخيرتين بإتجاه إعتماد أسلوب الحرب الناعمة في العراق في وقت يواجه فيه البلد إستحقاقات داخلية وإقليمية خطيرة باتت تؤثر على مصيره ومستقبله لعقود مقبله .. والحرب الناعمة كما هو معروف بأختصار شديد :هي القدرة على (الجذب والضم) من دون إستخدام القوة الخشنة والتأثير على الرأي العام وتغيره من خلال المنظمات السياسية وغير السياسية (منظمات المجتمع المدني مثالاً) ويمكن أن نلمس مقدمات السياسة الناعمة الأمريكية في العراق والتي بدأت بالإقتصاد منذ سنوات في مشاريع الكهرباء (عصب الإقتصاد) وفي إستثمار الغاز والمشاريع الصناعية الإنتاجية الأخرى المعطلة، لتمهيد الطريق لبروز القوة الناعمة السياسية التي باتت تعول عليها واشنطن لإحداث التغيير الداخلي الذي تريد في العراق ولعل الإنتخابات البرلمانية المقبلة واحدة من محطاتها.


      باقر الزبيدي

 ٣ كانون الثاني ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك