بدائل الحرب النووية..  الحلقة الثانية "حروب الوكالة/المرتزقة"


 بدائل الحرب النووية..

الحلقة الثانية "حروب الوكالة/المرتزقة"


حروب الوكالة من الحروب القذرة وهنالك دول لديها تاريخ طويل في خوضها.


أول حادثة مُسجَّلة في التاريخ عن استخدام المرتزقة كانت ضمن صفوف الجيش السومري تحت قيادة الملك شولغي من سلالة أور.


المرتزقة ليسوا قوى عشوائية بل يتم تنظيمهم وتجنيدهم وتدريبهم من قِبل شركات خاصة تدعى "شركات الخدمات الأمنية" اشهرها الامريكية بلاك ووتر سيئة الصيت وفاجنر الروسية.


النقطة المهمة في الاعتماد على المرتزقة هي انهم لايخضعون لأي قانون ولاتوجد سلطة محددة معنيَّة بالتحقيق في الجرائم التي يرتكبها المرتزقة.


مثال على ذلك لم تتم محاكمة مرتزقة بلاك ووتر على مجزرة ساحة النسور بحجة أن القانون العراقي لايطبَّق على هؤلاء الذين يمتلكون حصانة منحتهم إياها سلطة الائتلاف المؤقتة.


الحرب الاخيرة بين روسيا وأوكرانيا هي اخر الحروب التي يتم استقطاب المرتزقة فيها من الطرفين حيث اعلن وزير الدفاع الروسي عن 16 ألف متطوع من الشرق الأوسط مستعدون للقتال مع روسيا .. وأعلن وزير الخارجية الأوكراني أن نحو 20 ألف متطوع أجنبي توجهوا الى اوكرانيا للانضمام إلى قوات الحكومة الاوكرانية.


3000 أميركي اعلنوا التطوع فيما يسمى فيلق الدفاع الإقليمي الدولي ووصلت مجموعة من المرتزقة البريطانيين الى اوكرانيا بعد خمسة ايام من انطلاق الازمة! كما تم تجنيد سجناء من تونس وجنسيات اخرى مقابل وعود بإطلاق سراحهم بعد الحرب.


أوكرانيا تحاول الاستفادة من الظروف الاقتصادية الصعبة في أفريقيا لجذب المقاتلين الأجانب وبسبب طبيعة الحرب الحالية فان المرتزقة لن يشكلوا رقما صعبا لان اوكرانيا تمثل ارضاً منبسطة والروس لديهم خبرة كبيرة في القتال هناك والدليل هو مقتل القناص الكندي بعد وصوله الى ساحة المعركة ب 20 دقيقة فقط.


حروب المرتزقة هي واحدة من اشكال الحروب القذرة وهي تناقض المواثيق والعهود الدولية وقرار الامم المتحدة بالرقم (2178) والذي ينص على حظر المقاتلين الأجانب بما يشمل سفرهم وتنقلهم وتجنيدهم وتنظيمهم وتمويلهم ومساعدتهم بأي وسيلة مباشرة أو غير مباشرة.


 "نتابع معاُ الحلقة الثالثة"


   م. باقر جبر الزبيدي

  وزير الداخلية الأسبق

        ٢١ اذار ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك