بدائل الحرب النووية..  الحلقة الثالثة(الحروب الاقتصادية)

 


بدائل الحرب النووية..

الحلقة الثالثة(الحروب الاقتصادية)


القوة الاقتصادية في العصر الحديث اصبحت القوة الموازية للقوة العسكرية قوة اقتصاد الدول لاتقل أهمية عن قوتها العسكرية بل هي اهم لان انهيار اقتصاد اي دولة يعني عدم قدرتها على بناء قوة عسكرية.


منذ نهاية الاستعمار الحديث اصبح سلاح الاقتصاد هو الاستعمار الجديد الذي يسمح للدول الكبرى بإخضاع الامم.


الحروب الاقتصادية لها اشكال مختلفة منها :

1. حرب العملات ومثال عليها اتهام امريكا للصين بتعمد خفض عملتها اليوان بهدف تحفيز اقتصادها وزيادة الصادرات الصينية على حساب الاقتصاد والصادرات الأميركية والتجارة الدولية.

2. حرب العقوبات الاقتصادية على الدول وهي دائما ما تأتي بنتائج عكسية حيث يكون المتضرر الاول منها هو الشعوب.

3. عقوبات اقتصادية محددة تشمل أفراداً او شركات والتحفظ على أموال ومدخرات بعض رموز الحكم والأثرياء فيها ويتم توظيف هذه الحروب الاقتصادية لأسباب سياسية.


مع انطلاق الحرب الروسية الاوكرانية كان الخيار الاول هو اعلان حرب اقتصادية شاملة على روسيا من العالم الغربي تمثل بإيقاف كافة اشكال التعامل الاقتصادي واحداث انهيار شامل وشل مصادر تمويل الحرب الروسية وتجفيف إيراداتها الأجنبية ووصل الامر الى التحفظ على اموال مسؤولي ورجال الاعمال الروس.


كما ان هناك اسلحة اقتصادية اخرى تعتمد عليها الدول في حروبها الاقتصادية مثل المقاطعة الاقتصادية واختراق الأسواق والاحتكار وصنع الأزمات الاقتصادية وإغراق الدول بالديون والفوائد مما يجعلها اسيرة لدى صندوق النقد الدولي والبنوك العالمية التي تفرض عليها شروط وفوائد قد تستمر مئات السنوات.


وفي كل الاحوال فان الخاسر الاكبر من الحروب الاقتصادية هو الشعوب التي تتحمل  تكلفة الحروب من مواردها وارتفاع الأسعار واختفاء السلع وتأزم الوضع المعيشي.


م. باقر جبر الزبيدي

وزير المالية الأسبق

     ٢٢ اذار ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك