أسوار بغداد .. الحلقة السابعة ،، حوار مع باقر الزبيدي
في وقتها وصلتك حزمة من الإعتراضات السياسية وزارك مجموعة من السياسيين ومستشاري بعض القادة للنقاش في المسافة التي أخذتها من إجراءات وخطابات وطريقة تعاطي الحكومة مع أزمة المنصات..هل لك أن تضع القارئ العراقي في صورة المشهد الذي تلى اليوم الثاني من بيانك فيما كانت المنصات تشتعل بالهتافات والتظاهرات تتسع لتلد تظاهرات اخطر؟.


• وردتني  إعتراضات حول أصل المسافة التي أخذتها من إجراءات الحكومة حول الأزمة .. إن هذه الاعتراضات شكلت لدي هاجساً سأبوح به الآن في كتابك وقد كتمته في نفسي طيلة سنتين من الآن.
كانت هنالك ملاحظات من بعض السياسيين وقياديين من مؤداها إن هذا البيان لم يأت في وقته وهو خلاف للنهج الذي كنا نعمل عليه فكان جوابي واضحاً للأخوة إن هذا البيان صدر عني كنائب في البرلمان ولم يصدر عني كقيادي في المجلس الاعلى لذلك كنت دقيقاً في إختيار العنوان الذي صدر في البيان بتاريخ 1/1/2013.
ويمكنني القول ان الذين إعترضوا في وقتها عادوا بعد اشهر ليؤكدوا صحة تشخيصنا لطبيعة المشكلة السياسية ولما كان يجري في المناطق الغربية وكانت رؤيتنا صائبة قبل أن يتوصل الآخرون الى النتائج التي وصلت اليها .

قلت في البيان.. ( أُطالب رئيس الحكومة ضرورة التعاطي بمرونة وموضوعية ودستورية وشجاعة مع المطالب المشروعة للمتظاهرين ونرفض إستخدام بعض المندسين في التظاهرات شعارات ذات طابع طائفي أو عنصري هدفها الإساءة للوحدة الوطنية وإشعال الفتنة الطائفية)
وكان آخر أسطر في البيان بيت القصيد...
(وأخيراً نحذر من خطورة ما يجري ومن تداعياتهِ على مستقبل وطننا وشعبنا ووحدته الوطنية) وهذا ما حدث فعلاً !.. 

• لقد تداعت الخطوب والازمات كقطع الليل المظلم وسالت الدماء غزيرة في وديان الرافدين وأهدرت المليارات (فكان ما كان مما لست اذكره فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر) !..
ما قصة هذا التحذير بتاريخ 26 اكتوبر 2013 الذي اطلقته وقلت فيه ( ان الموصل والانبار خرقان أمنيان لا يمكن التغاضي وغمض العيون عنهما لأن داعش تسعى لإسقاط هاتين المدينتين والإنطلاق منهما من أجل توسيع دائرة النار؟..
• بعد ما يقرب من عشرة اشهر على إنطلاق تظاهرات ساحات الإعتصام إكتملت الرؤية لدي وهي إن الحكومة إبتلعت الطُعم والفساد بدأ ينخر كيان ومؤسسات الحكومة وداعش نجحت في استثمار الشباب الهائج لتجنيده في معسكراتها الخلفية فتوسعت الحواضن في الوادي الابيض ووادي حوران وغرب الموصل ولم تكن الحكومة تملك أزاء إتساع ستراتيجية توسيع الحواضن والانتحاريين وتجميع الاسلحة وتهريب السجناء في تكريت وابو غريب والتاجي إلا المزيد من الخطابات النارية !..
هنا كان لابد من الإنتقال من دائرة التحذير الى دائرة الصدمة.
هذا ما رآه العراقيون عبر الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى وفي حياتي البرلمانية!..
قلتها صريحةً في 26 اكتوبر 2013 عبر سلسلة متصلة من المنشورات والمواقف السياسية وعلى موقعي الرسمي إن الموصل والأنبار في دائرة النار وان بعض الرموز مشغولة بما هو أهم من الوطن وهو التهيؤ للإنتخابات والفوز بأكبر عدد ممكن من الاصوات فيما كانت دائرة الاعتراضات تتحشد في المنصات!!..
لم يستمع أحد.. كنت أقول إن الوطن بدأ يتمزق وإن داعش تمسك بالملف الأمني وإن القوة العسكرية التي كانت ترابط في الموصل والأنبار إنحسر ظلها لصالح ظل كثيف من النيران والهجمات الارهابية المستمرة لداعش .. في مقابل ذلك إزدادت نسبة الفضائيين في الموصل والأنبار الى ما يتجاوز الــ80%.
وتلك كارثة دونها كارثة تسونامي!..


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك