اسوار بغداد .. الحلقة الرابعة .. حوار مع باقر الزبيدي ،، عمار البغدادي

 

هل لازالت اسوار بغداد مهددة بعد ظهور تجربة الحشد الشعبي وتحرير المناطق المحاذية كجرف الصخر وشمال بغداد والمعارك الاخيرة في الكرمة؟.

 

• بعد 10/6 اتخذت اجراءات عسكرية وامنية لاستعادة زمام المبادرة  والمبادءة ومجموع التعرضات العسكرية التي حصلت على تكريت / العوجة /مكيشيفة / القصور الرئاسيةتجاوزت 3 ..  خطط وهجومات فعلية لم تسفر عن شيء يذكر في حينه ، فالخطط والعقليات هي نفسها التي جرت على يديها هزيمة الموصل .

اذكر في عام 2005 كانت الظروف لاتختلف كثيراً عن الظرف الحالي  ، فمناطق واسعة من بغداد ومحيطها كانت تحت سيطرة الارهابيين حتى شارع حيفا في قلب بغداد 

وهنا بعد القرار الذي صدر من مجلس الامن الوطني بتكليف وزير الداخلية مسؤولية ادارة الملف الامني في بغداد والمحافظات كان لابد من وضع مجموعة من الخطط والاجراءات الامنية الستراتيجية والحاسمة ، فبدأت عملية التطويع شبيهةبروحية تطويع الحشد الشعبي لكنه كان تحت قرار الداخلية العراقية وبتدريب يتناسب وحجم التحدي واذكر جيدا اننا كنا نتسابق مع الزمن بتخريج دورات مثالية شبابية لنضخ دماءأ جديدة في جهاز الشرطة الاتحادية والاستخبارات  وشؤون الداخلية وخلال 3 اشهر تخرجت لدينا مامجموعه 3 الوية  كان التدريب فيها قاسيا بالنظر لطبيعة المعركة وشراسة العدو وانتشاره في بغداد وقرارنا بهزيمة بالارهاب.

اذكر يومها كنت ذاهبا الى معسكر النعمانية للاطلاع على سير التدريب ومشاهدة ما يجري من استعدادات قتالية ، وانا في الطريق في طائرة الهليكوبتر الامريكية اطلقت النار باتجاهنا فاضطررنا الى العودة لكن اصراري على الحضور جعلني اعود بموكبي الخاص الى النعمانية برا .

 

كنت مصراً في ذهابي الى معسكر النعمانية على ترسيخ العقيدة السياسية في نفوس المقاتلين ايماناً مني أن اي جيش من المتطوعين لايمتلك عقيدة سياسية يؤمن بها ويضحي من اجلها فلن يستطيع الصمود في مواجهة العدو او ان يؤدي دوره.

مارست دور الموجه السياسي من موقعي كوزير سيادي للداخلية عبر المحاضرات واللقاءات المستمرة بكبار ضباط الداخلية  والمراتب والجنود ولازالت ايام الداخلية في عهدي ماثلة في اذهان ضباط الوزارة ومنتسبيها وابناء الشعب العراقي .

وهكذا كانت زيارتي الى معسكر الجبتك في الاردن اذ خلال ثلاثة اشهر كانت لدينا 3الوية اي ما يقرب من عشرة الاف مقاتل جاهزين للدفاع عن بغداد وتحريرها ,وقد اسقطنا بهذا العدد مؤامرة  تقسيم بغداد واسقاطها وانتقلنا للدفاع عنها من قلبها حتى اسوارها.

 

 

بهذه الخطط الاستراتيجية الرصينة والرؤية الواضحة والحزم في مواجهة عاصفةالارهاب حررنا بغداد ومنعنا تقسيمها ونجحنا في حماية 12مليون ناخب صوتوا على الدستور في يوم لم تطلق فيه رصاصة واحدة واجرينا انتخابات الجمعية الوطنية بنفس الحزم والحسم.

ان الطريقة التي واجهت الحكومة السابقة بها سقوط الموصل منذ 10/6كانت مجموعة من الهبات والاجراءات  العفوية التي تفتقد الى الرصانة وحسن التدبير والتخطيط والتدريب فضلا عن انهيار اسوار العقيدة السياسية في نفوس المقاتلينبسبب الفساد والضباط الفاسدين حتى ان  مسؤولا كبيرا في الدولة العراقية اعلن من سامراء ان الموصل ستتحرر خلال اسابيع وهانحن ندخل ابواب السنة الاولى لاحتلال الموصل ولم تتحرر!.

هنا اتسائل : 

كم مرة اعلنا تحرير منطقة الهياكل والقصور الرئاسية في العوجة وكم مرة وضعنا شواخصنا واعلامنا  فوق مرتفعات حمرين وكم مرة زارت عدسة الفضائيات العراقية مصفى بيجي بعد ان تم تحريرها.

انها الفوضى وسوء التقدير والتخطيط لذلك اعود الى سؤالك الاول .

وجواباً على السؤال ...هل ان اسوار بغداد مهددة الان .....

نعم : ان قولي في ان القتال سيكون على اسوار بغداد لازال قائماً وسيبقى هذا الاحتمال ماثلا لحين تغيير القادة الامنيين والخطط والتدريب وترسيخ العقيدة السياسية وانزال اقصى واقسى العقوبات القانونية بحق المتخاذلين والهاربين.

 

نعم ماذا تفسر ماجرى في الاعظمية بمناسبة شهادة الامام الكاظم من هذا العام .
• انها معركة استباقية بين المتشددين من الجانبين ( المكونين ) كردة فعل على التحديات الامنية في الكرمة وجنوب بغداد وشمالها.

وهل ستكون المعركة الحالية من اسوار بغداد الى احياءها  بين حي وحي على اساس طائفي ؟ا

• اعذرني عن الاجابة والاسترسال في مثل هذه الموضوعات الطائفية الحساسة.

لاسؤال في الاسوار بلا اجابة  وهو مااتفقنا عليه في بداية مشوار حواري معك

• اعتذر للمرة الثانية والثالثة.

هل انت مقتنع ان توزيع القوات وتشتيتها في بيجي وحمرين والخالص والهياكل والقصور الرئاسيه مقنع بالنسبة لك كرجل امن ؟.

• كلا والف كلا 

ان الاسد الذي لايدافع عن عرينه وعن لبوته واشباله لن يستطيع اصطياد فريسته ليطعم اشباله.

فالذهاب الى مناطق بعيدة وتشتيت القوى الامنية والافواجالمقاتلة ليس هو الحل... لذا ادعو : 

1- اعادة هيكلية الجيش والشرطة الا تحادية والاجهزة الاستخبارية.
2- رغم ان التغييرات الاخيرة في القيادات العسكرية كانت ايجابية لكننا بحاجة الى ان تكون التغييرات متحركة بين الحين والاخر .
3- التدريب والتسليح كي تكون قواتنا جاهزة لحرب العصابات وليس مسك الارض، ان داعش نجحت في السيطرة على مناطق متعددة في سوريا والعراق باسلوب حرب العصابات ولن يخرجهامن ارضنا نهج العمليات العسكرية التقليدية .... من يخرجها هو حرب العصابات المضادة.

ان نجاح الحشد الشعبي في ديالى وتحرير 137 ناحية وقصبة يكمن في اسلوب حرب العصابات وحين امسكت الارض في حمرين تعرضت لخسائر مؤلمة دون الدخول في التفاصيل!.

تحدثت عن الاجهزة الامنية واستعدادات الجيش والحشد الشعبي في حماية العاصمة واسوارها لكنك اهملت او لم تات على ذكر " التوافق السياسي " او انهيار اسوار هذا التوافق بين قادة العملية السياسية.

السؤال ... هل " التوافق" اليوم قادر على حماية بغداد ... هل تستطيع تحقيق انجاز في ظل التحديات السياسية التي تحاصر حكومة العبادي؟.

• المشكلة ليست في حكومة العبادي بل في الاخرين الذين يتامرون على هذه الحكومة التي لم تحظ حكومة قبلها بهذا الحجم الكبير من التأييد الوطني والتوافق الاقليمي والدولي والسبب في ذلك ان تلك الحكومة تمثل خيار المكونات المحورية بما تمتلك من قوى اساسية تمثل الاكراد والشيعة والسنة وقواها الرئيسة في المجتمع وفيها وزراء كانوا رؤساء وزارة.

استطاعت داعش ان تجتذب عدداً من السياسين التابعين الى النظام السابق رغم ان  الخلاف الذي 

حصل بين داعش وقيادات البعث و بينها وبين الحركات الصوفية وبينها وبين النقشبندية كان يفترض الا فادة منه وتوظيفه لكني اؤكد مسألة اساسية اثرت وتؤثر في قدرة جيشنا وشرطتنا والحشد الشعبي والعشائر على حسم المعارك هي سيطرة داعش على اهم واكبر مخازن الاسلحة في الغزلاني وصلاح الدين والانبار . وهو من ماكررته واعدت التأكيد عليه مراراً عندما كنت نائباً في البرلمان حين صرحت لاكثر من مسؤول امني واسررت اكثر من ضابط كبير ضرورة نقل مخازن الاسلحة من المناطق الساخنة الى مناطق هادئة ومسيطر عليها لكن كلامي لم يسمع .

العراق كان عرضة لاطماع الدول الكبرى والجماعات المسلحة تاريخياً.....كيف تقراء التهديد الحالي...هل سيتجاوز العراقيون هذا التحدي كما تجاوز اخوتهم العراقيون في التاريخ تحديات مماثلة ؟ .

• ان نجحنا في حماية اسوار مدننا سننجح في التصدي للعدوان الخارجي.

 


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك