أسوار بغداد .. الحلقة الثامنة ،، حوار مع باقر الزبيدي

- ركزت في عدد من المقابلات التلفزيونية قبل كارثة سقوط الموصل على مصطلح الفضائيون وربطت مجمل انهيارات الجيش العراقي بوجود هذه الظاهرة .
ما الذي تقصده بالفضائي وما مدى تأثيره على سقوط الموصل ؟ 

• الفضائيون هم الجنود وعناصر الشرطة المسجلون رسمياً في سجلات وزارة الداخلية وهم يتقاسمون رواتبهم مع ضباطهم ويتركون الدوام الرسمي فراراً من الزحف واداء الواجب الوطني
اما سر تركيزي على تلك الظاهرة السلبية فهو الخوف على العراق والخشية من تسرب داعش التي كانت تتهيأ في الرقة السورية عاصمة الدولة الى العراق خصوصاً اذا اظفنا لظاهرة الفضائيين حجم الفساد الذي اشرنا اليه في الجيش والشرطة كما الفساد في وزارات التجارة والكهرباء والصحة .. اضافة الى حجوم الفساد الأخرى خصوصاً في مشروع بسماية السكني وصفقات السلاح الفاسد الذي لم يقتل ذبابة .
لن اضطر الى القول .. ان صفقات الاسلحة الفاسدة التي وردت العراق وذهبت الى مخازن الجيش العراقي وفيها صفقات السونار اليدوي كانت صفقات تدار عبر عناصر مرتبطة بشكل مباشر وغير مباشر بشخصيات كبيرة في الدولة واخرى تقيم في عواصم عربية اسلامية . 
ارجو ان لا تطالبني بالكشف عن المزيد من هذه الصفقات لان هذا الملف يؤلمني على المستوى الشخصي وقد بح صوتي في مقابلات تلفزيونية وتحت قبة البرلمان ولقاءات شخصية مع ضباط كبار ورسائل نصية الى قيادات فاعلة ومحورية في صناعة القرار العسكري ولكن هنا وللاسباب اعلاه وغيرها من الاسباب دخلت داعش الموصل وتسربت الى المدينة لا لانها منظمة قوية وقادرة على اجتياح المدن بل لان نظام العقود الفاسدة والفضائيين هو الذي اسقط المدينة قبل سقوطها ببنادق داعش ولن اذيع سراً انني كنت قلقاً من تكرار ما حصل في حلب والرقة وحمص السورية ان هنالك ضباطاً وجنوداً عناصر من الشرطة والجيش كانوا مع داعش وهو ما تكرر في الموصل وصلاح الدين والانبار مؤخراً .
لن اقتنع برواية ان هنالك ضباطاً اعطو الاوامر بالانسحاب والتسرب من الوحدات العسكرية وترك الاسلحة في الشوارع والمراكز العسكرية الاخرى ويجب ان نعرف الحقيقة من خلال تفعيل دور القضاء العسكري وبدأ صفحة المحاكمات وفتح الملفات الخاصة بسقوط الموصل .
هل الفضائيون يتحملون وحدهم مسؤولية سقوط الموصل ..أم ان هنالك اسباباً اخرى ؟
• ان هؤلاء المتسربين لايشكلون الافقرة محدودة في سياق انهيار الدولة في الموصل .
كم عدد الجنود والضباط الذين كانوا موجودين في الموصل عشية سقوطها ...
• العدد لا يتجاوز الــ 11 الف عنصر 
كيف مارس ما يقرب من 60 الفا من الجنود في الموصل حقهم في الانتخاباتقبل سقوطها بشهر ؟
• الجواب يرسم الفضائيين والقيادات العليا والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات 
لماذا دخلت داعش الانبار في الاونة الاخيرة ؟
• القوى الامنية العراقية والحشد الشعبي والعشائر العربية وبعد الانتصار الكبير في صلاح الدين بدأت تعد العدة لتحرير الموصل بالتعاون مع البيشمركة وحصلت لقاءات قمة للتنسيق بهذا الخصوص .
هنا كانت داعش تفكر في صولة تستعيد فيها معنويات التنظيم التي تضائلت بعد تحرير تكريت والنجاحات التي تحققت في الجانب الايسر من قبل البيشمركة هذا هو السبب الاول ..
اما السبب الثاني والاهم .. فقد ارادت داعش نقل المعركة من الموصل الى صحراء الانبار الشاسعة بغية تشتيت الجهد واستنزاف قوة الجيش والشرطة والحصول على غنائم من الاسلحة والاعتدة والتي بدا ان داعش بدأت تبحث عن مصادر لتمويل حملتها الارهابية من سلاح الجيش .
خشيتي ان الانهيار "الخيانة" الذي حصل في الانبار مؤخرا والانسحابات التكتيكية والهروب الكبير وتسليم الانبارقد يشجع داعش في التفكير بالتوغل بغرب العاصمة وجنوب العراق لذا يتطلب اخذ الحيطة والحذر والاستعداد للمبادرة والمبادءة لكي لانؤخذ على حين غرة.
سيدي الوزير.. بعد سنة من سقوط الموصل بدأت عمليات بناء قوة رديفة للجيش هي الحشد الشعبي وكانت كل المعطيات تشير الى اقتراب تحرير الموصل من داعش لكننا فوجئنا بسقوط الانبار ...
السؤال..هل ان دخول داعش للانبار كان لصالح التنظيم؟
• ان دخول الانبار من قبل داعش على المستوى التكتيكي كان لصالح داعش ابتداءاً اما على المستوى الاستراتيجي فان داعش غير قادرة تغطية وجودها في مساحة صحراوية شاسعة وقاسية وامام عشائر عربية قاتلتها ولازالت تقاتلها بشراسة ولم تجد داعش في الانبار حاضنة لتستقر فيها كما وجدتها في الرقة والموصل .
ان انتشار داعش في صحراء الانبار ووديانها سيكلفها الكثير لان العراق بدأ باستلام طائرات السوخوي الحديثة وهي حالياً  تقوم بطلعات جوية كما ان طائرات f 16 ستصل خلال اسابيع وتدخل اطار الخدمة اضافة الى عشرات الطائرات الكورية القتالية.. 
ان هذا العامل المؤثر والناجح والذي يعمل وبقدرة فائقة في تصويب الاهداففي المناطق الصحراوية الشاسعة وستفاجئ داعش بجهد صقورنا في قطع طرق الامتدادات الخاصة بها واستهداف مراكز السيطرة ومخازن العتاد..
ان مقابلاتكم التلفزيونية التي حذرتم فيها من اقتراب داعش لاسوار بغداد تحولت الى رؤية وحقيقة وصار اغلب الجمهور يتحدث عن اسوار بغداد المهددة من خلال هذه الرؤية .
هل تشعر بالمسؤلية ازاء الاستمرار بتقديم المزيد ام انك توقفت عن الادلاء بالمزيد من المعطيات في هذا الاطار ؟
• سيكون جوابي ليس كل ما يعرف يقال .
انت تميل اذا ما اردت الاحجام عن اجابة ضرورية الى هذه المقولة .. ليس كل مايعرف يقال وانا اطالبك بأن تدلي بكل ما لديك لان هناك مسؤولية وواجب وطني؟
• المسؤولية والواجب الوطني تدفعني الى تسديد النصح والبقاء في خندق مراقبة التنظيم حماية للمصالح الوطنية العليا ولكن يمكنني ان اقول ان بغداد امنة ومحصنة بأهلها وتنوعها عدا الخلايا النائمة وداعش تعرف جيداً ان لاحواضن لها في بغداد 
ماذا تفسر استهداف اهم منشأتين سياحيتين في قلب العاصمة كفندق بابل والشيراتون من قبل داعش ؟
• انها ردت فعل لمجمل الهزائم العسكرية التي تعرضت لها داعش في عموم جبهة القتال والمناطق المحررة وللتغطية على الفشل في مواجهة الحشد الشعبي والجيش العراقي .  

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك