استمرت الجلسة ما يقرب من ثلاث ساعات اكد احدهم فيها ان السياسة الامريكية كالفيل لاتسرع الى الانتقام ممن يتحرش بها على الفور بل تضمر قرارها بالانتقام ولو بعد حين وتابع محدثي بالقول اننا نقلنا مايقرب من 200 معتقل من تنظيمات القاعدة واخواتها الى احدى الدول الشرقية وهناك بدأت سلسلة التحقيقات مع عتاة الارهابيين باسلوب علمي نتج عنه مجموعة من الدراسات أشرت على الانظمة التي كانت تمول وتدرب وتسلح المجموعات الارهابية.
حاول محدثي التهرب من سؤال حرج كنت طرحته عليه تعلق بتسمية الدول التي مولت ودربت وسلحت هذه التنظيمات فذكر لي بعد الحاح واصرار كبيرين بعض تلك الدول وكانت ليبيا وسوريا والسعودية وتونس ومصر من بينها.
ذكر محدثي جدولا وبالارقام عن عدد الارهابيين الذين دخلوا العراق ودولهم وعندما استفسرت منه عن معسكر بوكا وسر تمسك القيادة العسكرية الامريكية بادارته وعدم تحويل ملفه الى الاجهزة والوزارات الامنية العراقية سكت محدثي ولم يجب..
وهنا علمت ان الرجل لا يمتلك الحق في تسريب ما لا يمكن تسريبه من المعلومات الامريكية.
وجهة نظري ان مهمة الامريكان في بوكا تختلف عن مهمتهم في الدولة الشرقية التي تتحفظ على عتاة الارهابيين ولذلك كان اصرار الامريكان حتى الساعة الاخيرة من خروجهم بعدم تسليم ارهابييبوكا الى الحكومة العراقية وحسب ما سمعت انه تم اطلاق سراح هؤلاء العتاة من بوكا وكان من بينهم ابراهيم السامرائي البدري (البغدادي) زعيم تنظيم داعش الحالي واظن ان داعش الليبية والسورية والسعودية والمصرية واللبنانية هي نتاج مدرسة بوكا!.
واتسائل هنا ..
اين تم تسريب عتاة الارهابيين الذين نقلوا الى تلك الدولة الشرقية أو هل تم تسريبهم الى دولة ما؟.
سؤال برسم المستقبل .. ولو كنت اعلم الغيب لأستكثرت من الخير.
ان اعادة ترسيم خارطة الشرق الاوسط الجديد والانتقام ممن ساهم في قتل ما يقرب من 4500 جندي امريكي واعاقة اكثر من 28 الف عسكري امريكي ايضاً هذا عدا المرتزقة الذين كانوا يعملون مع الشركات الامنية الامريكية مثل بلاك ووتر كان هو الهدف الامريكي وراء صناعة تنظيم القاعدة وانشقاقاتها وتوجيه سهامه ورماحه الى الدول التي ساهمت في المرة الاولى بصناعته وبنظرة جريئة وثابتة ومجردة عن العواطف اقول.. ان كل المناطق التي دخلتها داعش عسكريا كانت تتحرك فيها علانيةوالتنظيمات المتطرفة الاخرى مثل حلب والرقة ودير الزور واطراف دمشق واجزاء من ادلب وحمص حيث تم تدريب وتسليح وتمويل تلك التظيمات قبل نشوء داعش وكذلك في ليبيا وتونس وسيناء والمملكة السعودية وجنوب اليمن .. حتى مناطق العراق ومحافظاته التي استهدفت من داعش كانت مرتعاًلمقاومة القوات الامريكية.
لكنني اوجز ان الاخوان المسلمين الذين انتعشوانهاية السبعينات والثمانينات بدعم واضح من قبل نظام صدام حسين الذي امدهم بالمال والسلاح
هم الذين تحولوا الى نواة لجبهة النصرة والقاعدة ثم داعش كما حصل في افغانستان عندما تطور فكر بن لادن وايمن الظواهري من الاخوانية الى القاعدة الافغانية هو ذاته حصل في سوريا حيث انتعشت الحالة الاخوانية وكنت اراها واضحة في زيادة عدد الاتباع من المصلين في مسجد ابي ايوب الانصاري بمنطقة الزاهرة الجديدة حيث لا يبعدالمسجد سوى عشرات الامتار عن مكتب المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق " كنت ممثلا للمجلس في سوريا ولبنان" ومنزلي.
كانت الكراسات التي تطبع في السعودية مع "السيدي" تلقى رواجاً واسعاً في كافة المناطق السورية وقد قرأت مرة احد هذه الكراسات واطلعت على اسلوبها في التحشيد بالاعتماد على افكارابن تيمية واحمد بن حنبل ومحمد عبد الوهاب وهي مؤلفات وكراسات تدعو افكارها الى مقاتلة المسلمين من موقع تكفيرهم وتسكت عن مقاتلة اليهود الذين يحتلون الاراضي الاسلامية في فلسطين!.
نعم لقد تسنت لي الفرصة في زمن المعارضة العراقية للقاء قيادات اخوانية سابقة خلال زياراتنا الى السعودية للقاء الملك منذ ايام لجنة العمل المشترك العراقية وقد تألف الوفد انذاك من السادة الطالباني ومهدي العبيدي وفخري كريم وبيان جبر.. حيث كان لي حوار مع السيد نعمان الراوي والسيد محمد البدري السامرائي واشخاص اخرين.
كان هؤلاء المعارضون العراقيون الاخوانيون السابقون اقرب الى الوهابية منهم الى الاخوانية .. ربما كي يسايروا الاوضاع السعودية حيث كانت الرياض تمول وتدعم نظام صدام فكانت العقيدة الوهابية هي الغطاء الذي يحمي ويبقي هؤلاء السادة في السعودية ..
ليست هناك تعليقات: