سيرة صورة:  تراب الارآميين .. مقدمة لتراب العالم

 


سيرة صورة:

تراب الارآميين .. مقدمة لتراب العالم 


عام 2005 توجهت الى ميسان في زيارة لتراب الاهل وتفقد المطالب .. فقد علمت ان اهالي المحافظة مختنقون اقتصاديا بسبب عدم وجود منافذ لمدينتهم ولايستطيعون شراء قنينة زيت بسعر مناسب او زيارة العتبات المقدسة في ايران كمشهد الامام الرضا "ع" وهذا مايستلزم ايجاد منافذ حدودية مفتوحة قادرة على ادخال المواد الغذائية وتحقيق التوازن الاجتماعي والاقتصادي في السوق وتسهيل مرور الزوار من والى ايران !.


كنت مصمما على قرار اخراج الجنوب من انسداد المنافذ فهي ارض تنتمي الى اعالي التراب وقادرة بما تمتلك من خصائص ومياه وموقع ستراتيجي ومعادن ونفط واثار تاريخية ومكونات اجتماعية اصيلة وجذور عميقة من تغيير وجهتها الاقتصادية والتحول من الجمود الى الحركة ومن اليابسة الى التدفق والفاعلية والعطاء .. هذا اولا والاهم ان انتمائي لهذا المكان واحساسي بالجذور العميقة الممتدة في الشرايين والذاكرة والعقل والسلوك ومرابع الصبا وسوق العمارة القديم يدفعني الى المساهمة في انعاش المدينة ومواكبة التطوير والتأهيل وتحقيق رغبة شعب تراب الجنوب في التعرف على العالم بعد استبداد وحروب واستهداف وجثث ومقابر جماعية والتطلع الى انشاء مراكز للتبادل التجاري لكسر احتكار الاخرين للمنافذ الحدودية اذ يصل جشع التجار وحيتان المال في الاعالي حد التخمة اما الفقر فهو من نصيب المنخفضات التي يصل حد التسول والعدمية !.


كوزير للداخلية كنت مقتنعا ان ماسأفعله سيعزز من رصيد انتماء الاهالي للنظام الوطني الجديد ويمنح المكان بهاءا وسعة وامتدادا خارج جغرافيته ليصبح الجنوب جنوب العالم وهو ما كان عليه وليس جنوب الارآميين !.


سمعت القيادة البريطانية نيتي بالتوجه الى ميسان للاطلاع على المكان ومطالب الناس وكانوا واثقين ان الزيارة ستحدث تحولا في المطالب وفتحا في عالم اكتشاف العوالم المطمورة في خبايا النيسان !.


ارسلوا "رسائل شفوية" عن عدم الرضا وضرورة التريث فقابلت عدم الرضا بقرار السفر والتريث بعبور اخر سيطرة لبغداد بموكب من سيارات الوزارة مهيب يليق بالمطالب وبهاء المكان وعودة الابن المرتبط بالجذور الى تراب ميسان !.


التقيت شرائح الميسانيين وتجولت في السوق القديم وزرت مغازة والدي وعمي وسمعت هتافات الاهالي وادركت ان الخروج من المكان دون الاستجابة لمطالبهم المشروعة بافتتاح منفذ اقتصادي وخدمي وديني يصلهم بجوارهم لن يحقق الفتح المبين.


في ميسان افتتحت بقرار فاجأ القوات البريطانية المتواجدة في المدينة منفذ الشيب وصارت العمارة شقيقة المدن المجاورة لها في الجانب الاخر وخرج الجنوب من دائرة التسميات المحلية الى جنوب العالم.


م. باقر جبر الزبيدي

   ١١ نيسان ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك