أسوار بغداد .. الحلقة 23 ،، حوار مع باقر الزبيدي
•ماهي الاصلاحات التي يمكن ان تهدئ من روع الشارع المنتفض على الفساد؟.
• تحدثت فيما سبق عن الاسباب الجوهرية التي ادت الى هذه الثورة وقلت في حينها ان الفساد يقف على راس الهرم اضافة الى سوء ادارة الدولة وغياب الرؤية.
ان تخصيصات الموازنة منذ 2003 الى نهاية 2014 بلغت 850 مليار دولار والسؤال المنطقي هل ان هذه المبالغ التي صرفت على الخدمات والرواتب تحولت الى خدمات حقيقية كالكهرباء والمجاري والمتنزهات والمشاريع الحيوية والجواب كلا..امامنا مشروع ماء الرصافة الذي كلف العراق مليار و400 مليون دولار تقريبا ومازال لم ينجز بعد منذ 2008 الى يومنا هذا.
كذلك مشاريع القمة العربية والنجف العاصمة الثقافية وتاهيل قناة الجيش وصرف اكثر من 100 مليار على شراء الاسلحة كلها مشاريع واموال اما متوقفة او انها انجزت بطريقة سيئة تحوم حولها الشبهات والفساد.
هذا جانب والجانب الاخر وهو الجانب السياسي من اعتراضات الجماهير العراقية هي المحاصصة والطائفية وتسنم اشخاص غير كفوئين بل فاسدين مناصب عليا في الدولة وكأن ذلك اصبح ظاهرة في بناء الدولة العراقية وبالتالي كنت ومازلت اعتقد ان ساعة الصفر قد ازفت لان الشعوب يمكن ان تصبر ولكنها لن تستسلم للطغاة والفاسدين.
الان فان ماطرحه الاخ العبادي رئيس مجلس الوزراء من مبادرة اصلاحية ارتكزت على مقوم حركة الشارع التي انتشرت في محافظات العراق كافة اضافة الى توجيهات المرجعية الدينية شكلت اهم خصائص المرحلة العراقية الحالية التي اتسمت بالجدية في محاربة الفساد والابتعاد عن محاباته ولايمكن لهذا النظام ان يستمر دون المضي بتلك الاصلاحات عمليا واليوم تم انجاز اجزاء مهمة من تلك الاصلاحات وهي اقالة نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء وعزل عدد من الوزراء من خلال دمج وزاراتهم وعزل اخرين من خلال نقل مهام وزارتهم الى المحافظات.
كما ان تقليص حمايات كبار المسؤولين التي بلغت حدا لايطاق يمكن اعتباره واحدا من الاجراءات المهمة التي ستنفذ حيث لايعقل ان رؤساء وزراء سابقين ونواب لرئيس جمهورية حاليين وسابقين ونواب ووزراء يحظون بافواج من الجيش والشرطة في حين تعاني الجبهة مع داعش من نقص في اعداد المقاتلين وما اعلن مؤخرا عن وجود 40 الفا من الفضائيين تقريبا حيث تم فصلهم انجاز اخر .
اذن هنالك عمل دؤوب وخطوات جادة وتناغم مع الشارع ومع الواجب الوطني واعتقد هنا اننا يجب ان نعطي الفرصة لرئيس مجلس الوزراء والنواب والوزراء لكي يستكملوا مشوار الاصلاحات.
• اكدت في وقت سابق على خوف واضح ووفق مؤشرات ميدانية معينة على استهداف الجنوب وبغداد من قبل الارهاب.. 
– مم خوفك وكيف تقرا هذا التخوف وماهي الاحتمالات التي بنيت عليها هذه المخاوف؟.
• ان  التظاهرات الشعبية طالبت بالاصلاح وكشف رموز الفساد ومعاقبتهم واصلاح القضاء واصلاح الدولة وتقديم الخدمات .. هذه الاسس  الواقعية التي انطلقت منها حركة الشارع وقد اعتمدت على اتجاهات منها الاصلاح السياسي والخدمي واصلاح منظومة القضاء ويمكنني الجزم ان رئيس مجلس الوزراء انطلق لتنفيذ تلك المطالب بجدية حقيقية .
الخوف من استهداف التظاهرات الشعبية العارمة من الداخل ونسف الجهود العظيمة التي قامت عليها وانعكاس ذلك على النتائج التي ترجوها الجماهير من وراء تلك التظاهرات.
ان اي اصلاح سياسي او خدمي او مكافحة فساد يحتاج الى اجواء موضوعية لكي تستطيع الحكومة من اداء ماعليها بهدوء وروية لان الحكومة واقعة الان في منتصف التحدي فهي تحارب على مختلف الجبهات داعش في الغرب والفاشلين والفاسدين في  الداخل وهنا اتمنى على اخوتنا المتظاهرين تشكيل لجان متخصصة تتابع تنفيذ حزم الاصلاحات التي اطلقت من قبل رئيس الحكومة.
رؤيتي تقوم على معلومات ميدانية معززة بالارقام تقول ان هنالك دولا اقليمية تسعى لخلط الاوراق في العراق هدفها حرف التظاهرات عن المسار الوطني الطبيعي والصحيح الذي استهدفته وسعت من اجله ونفذته على ارض الواقع بفترة قياسية.
اذا استمرت التظاهرات على هذه الوتيرة فانها ستعطي مجالا للذين يحاولون التصيد في الماء العكر وهذا مالاحظه المتظاهرون في الجمعتين الماضيتين حيث بدا ياخذ شكلا تصاعديا اخشى ان استمراره سيضعف وتيرة الاصلاحات ويقلل من جديتها.
من هذا المنطلق فان وجود سقف موضوعي للمطالب والتظاهرات وتشكيل لجان لمتابعة التنفيذ هو المطلوب وهو الذي يحقق مراد الملايين من ابناء شعبنا .. ان التظاهر ليس هو الغاية انما الغاية تحقيق المطالب.
ادعو الحكومة الى الدخول على خط تصنيف المطالب الشعبية فهنالك مطالب لاعلاقة لها بالمطالب مثل حل البرلمان والغاء الدستور والاخوة المتظاهرون يعرفون ان حل البرلمان يعني حل الحكومة وسندخل دهليز الفوضى وسنرى لحى داعش تمشط شعرها على ابي نؤاس وابي الخصيب وكورنيش البصرة.
• هنالك عدوان تركي يطال شمال الوطن وشمال سوريا .. الى اين يتجه الرئيس التركي بعد ان فشل في تشكيل حكومة ائتلافية مع احزاب المعارضة والذهاب بذات الوقت الى انتخابات مبكرة؟.
• ان ازمة تشكيل الحكومة انعكس على الوضع في شمال العراق وسوريا لتصدير الازمة الداخلية في تركيا ودفع الشارع التركي بزيادة اندكاكه بحزب العدالة والتنمية واخص بالذكر القوميين الاتراك الذين يؤمنون بقتال حزب العمال وعدم السماح للكورد ان يحصلوا على حقوقهم القومية وبالتالي  يزيد من رصيده الانتخابي حيث يتوقع المراقبون حصول حزب العدالة والتنمية على نسبة اعلى من الاصوات للخروج من عنق الزجاجة .
ان اربيل تعيش ازمة حقيقية يجب ان تخرج منها والمشكلة ان القصف التركي طال قرى محاذية للمدينة ومعلوماتي تشير الى هجرة المستثمرين ورجال الاعمال من الاقليم وهي خطوة تركية ضاغطة على حكومة الاقليم لزيادة الضغط المماثل على مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
من جانب اخر تعيش اربيل ازمة رئيس الاقليم والخلاف الحاد في اطاره حيث يسعى شركاء اربيل تحويل النظام من رئاسي الى برلماني وان تكون الدورة الحالية هي اخر دورة للسيد البارزاني رئيسا للاقليم وبعد سنتين سيتحول النظام من رئاسي الى برلماني كما هو في بغداد حاليا .
تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك