أسوار بغداد .. الحلقة ٢٠ ،، حوار مع باقر الزبيدي

قبل شهر ونصف اخبرتني وبحضور عدد من الاصدقاء ان لديك مخاوف من اندلاع تحركات جماهيرية على شكل هبات هنا وهناك..كيف تنظر لهذه التظاهرات وهي تتحرك على اسوار بغداد؟.
اعلن تضامني الكامل مع المطالب المشروعة التي وردت على السنة المتظاهرين ولافتاتهم وكنت ولازلت اشعر ان هنالك وزراء يجب ان يقدموا استقالتهم الى رئيس الوزراء اما بسبب الفشل في ادارة الوزارة او بسبب ملفات الفساد الذي استشرى في جسد الدولة العراقية طيلة الفترات السابقة.
الان اطمئنت نفسي لانها وجدت في هذه التظاهرات مايعبر عن خلجاتها.
لقد نجحت هذه التظاهرات في الضغط على هذه الحكومة رغم قصر عمرها لتؤشر على الفاسدين والفاشلين في هذه الحكومة والحكومات التي سبقتها.
هل تعتقد ان تلك التظاهرات تهدد اسوار بغداد؟
اعتقد انها ستحمي اسوار بغداد المهددة من الداخل بالفساد والفشل فهل يعقل ان العراق يصرف اكثر من 50 ملياردولار على قطاع الطاقة الكهربائية ثم نصل الى ان الملايين من العراقيين ينامون على الحر الشديد ويستيقظون على اللاله والفانوس وكاننا في العصر الحجري الاول ولسنا في القرن الواحدالعشرين او لسنا دولة نفطية؟!.
ان الواجب الوطني يحتم على هذه الحكومة ورئيس مجلس الوزراء فتح ملفات الفساد دون وجل من هذه الكتلة او تلك بدءا من ملف فساد الكهرباء وملف فساد وزارة التجارة وسرقة قوت المواطن العراقي وملفات التسليح الفاسد وملف مشروع بسمايه السكني الاستثماري الذي ابتعد عن محتواه الاستثماري الى تمويل المصارف الحكومية وملف جولات التراخيص في وزارة النفط الذي رفضت مع عدد محدود من وزراء الحكومة الاولى للمالكي التوقيع على تمريره.
كذلك ملفات وزارة الصحة وملفات  بعض المحافظين السابقين الذين كانوا يتسابقون على الفساد مع بعض وزراء الحكومة الاتحادية السابقة.
ان مطالبة المرجعية الدينية ومطالب الجماهير العراقية المحتجة والمخلصين كلها ستدعم اي تحرك يقوم به رئيس مجلس الوزراء وتؤيده وهي فرصة قل نظيرها للعبادي القيام بمثل هذه الخطوات من خلال تشكيل لجان قضائية ونزاهة لفتح كل الملفات من 2003 الى يومنا هذا دون تردد او خشية من احد لان تلك الفرصة لن تتكرر والفرص تمر مر السحاب.
في الاولويات من اين يبدا فتح الملفات؟.
يبدا من الملفات الخدمية والتسليح عبر تشكيل لجنة عليا تكون اجتماعاتها معلنة يشارك فيها ممثلون من عامة الشعب والصحافة ومنظمات المجتمع المدني وتنقل مباشرة عبر الفضائيات والتزام الحكومة بقرارات هذه اللجنة وتنفيذ مايطلبون من عمليات القاء القبض وتجميد الحسابات المصرفية في الداخل والخارج ومتابعة الهاربين عبر الانتربول والتزام الرئاسات الثلاث والسلطة القضائية بعدم التدخل بعمل هذه اللجنة العليا من خلال عدم التلاعب بسير التحقيقات ونقض القرارات الصادرة.
على الكتل السياسية والاحزاب المشاركة في الحكومة عدم حماية اعضاء كتلهم اذا مااصبحوا في ذمة التحقيق وتلتزم جميع السلطات التشريعية والتنفيذية بدعم هذه اللجنة وعدم التدخل في عملها.
وتهتم هذه اللجنة بالنظر في ملفات الفساد الفعلية والمؤجلة الموجودة في لجنة النزاهة البرلمانية وهيئة النزاهة والتحقيق في هذه القضايا حسب الاولويات وقيمة الاموال المسروقة وحجم الضرر المباشر وغير المباشر على المال العام وعلى الشعب العراقي.
ان العراق في اسفل قائمة الشفافية والنزاهة كما اوضحت ذلك منظمات الشفافية الدولية على ان تكون هذه اللجنة مؤلفة من القضاة المعروفين بالكفاءة والجراة وتامين حمايتهم من قبل الدولة.
ماهي الصورة التي تكونت في ذهنك وانت ترى التظاهرات تنطلق بقوة وكثافة قل نظيرها مابعد 2003؟.
انها تذكرني بابطال ساحة التحرير في القاهرة  وتونس التي استطاعت ان تقتلع اعتى نظام دكتاتوري لحسني مبارك وزين العابدين بن علي.. ان نظامنا ليس نظاما ديكتاتوريا لكنه يضج بالفاسدين الى النخاع!.
ومن غرائب حياتنا السياسية ان بعض الكتل تبيع المنصب وتشتري الاخر وتتلاعب بمصير المواطن ولاتكترث بمعاناته اليومية فيما البلد يخوض حربا وجودية مع داعش والارهاب ..ان مايسجل للمتظاهرين العراقيين انهم خرجوا على الفساد بثياب نقية دون ان يخدشوا في القوانين المرعية في البلد او يعتدوا على منشاة او شرطي او سيارة او مواطن وكانوا فعلا ثوارا في ساحة التحرير واحرار في ساحة الثورة لانهم لم يعطوا الدواعش فرصة الافادة من هذا التحرك الجماهيري الهادر وداعش لم تتحرك في ذلك اليوم لانها تعرف هوية من يتظاهر ومشروع من يهتف ضد الفساد حيث لايتطابق صوت المتظاهرين مع ماتريده داعش.
هذا هو سر فرحي بالتظاهرات وفخري بالمتظاهرين.



تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك