أسوار بغداد .. الحلقة الاخيرة ،، حوار مع باقر الزبيدي
الحلقة الاخيرة 
في نهاية الكتاب اود ان اتقدم بالشكر للوزير والاخ باقر الزبيدي على الوقت الذي وفره لي من اجل اكمال هذا الكتاب واشكره على ما افاض به من قراءات ومقاربات ودقة في تصويب المعلومات والاهم على الشجاعة والبسالة التي تحلى بها وهو يدفع لي اسرارا مهمة عن سقوط الموصل!. 
هو هكذا دائما منذ زمن المعارضة العراقية الى الساعة التي قال لي فيها يجب ان نتوقف عن الكتابة لان قصة الاسوار اكتملت وبات واضحا الخط البياني للاحداث والمتغيرات التي تحوط المسألة العراقية وانا انبه ان القتال سيكون على اسوار بغداد فقلت له نعم يجب ان نتوقف وانا اشاطرك الراي يابيان.

كانت سباحة صعبة وربما كنا نسبح ضد الكثير من موجات التيار الراهن الذي يحكم السياسة العراقية ويتحكم بقوة في عقلية الكثير من قادة الاحزاب السياسية فيما يتصل بالحوادث المحيطة بالعراق وخطر داعش والتنبه الى مايحوط المسألة العراقية من اخطار وتحديات وكان الرجل كما هو دائما ينبه قبل حدوث الكارثة ويصرح حيث يسود الصمت ويشتعل السكون وكانت المفاجأة ان مانبه اليه الزبيدي قبل سقوط الموصل ب7 اشهر يحدث وتسقط المدينة بكلفة داعشية بسيطة وكارثة عسكرية باهضة منيت بها السلطة ومست شرف التاريخ العسكري للجيش العراقي!.
«اسوار بغداد» ليس مصطلحا في الكتاب انما هو ترجمة فورية وصريحة ومباشرة لعنوان الزبيدي الذي تحول الى مانشيت عريض اخذت به كبريات الصحف العربية وطار ليحط على كل لسان مهتم بالمسالة الوطنية العراقية واشتعل في ذاكرة الصحفي والمتابع والسياسي وانا شخصيا سمعته يتردد على لسان اكثر من خبير وسياسي عربي ودولي .. ان «اسوار بغداد» منتوج مرحلة ما كان لها ان تتدفق بقوة في التحليل السياسي المحلي والعربي والدولي لولا ضعف الحكومة الفائتة وتفشي الفساد في الرموز العسكرية الكبيرة وهو امر قد لايتحمله شخص بعينه قدر ماتقع المسؤولية « التضامنية» على الاخرين من صناع القرار الامني والعسكري في الحكومة العراقية السابقة .
كان بالامكان المضي بالكتاب الى فصول لاتنتهي واجزاء لايمكن حصرها بكتاب واحد كون الازمة مستمرة وداعش على الارض والاسوار مهددة من كل ناحية وصوب والخطر ماثل والتحدي قائم والمؤامرة التي تستهدف العراق مازالت تتحرك على الارض بمايشي ان الاستهداف العربي والمحلي وحتى الدولي للتجربة الوطنية مازال قائما وماثلا لكن مااقنع الزبيدي بالتوقف ليس الاسترسال بالتحليل بسبب كثرة الحوادث والمتغيرات التي تمر بشكل يومي وتسير بنا كقطع الليل المظلم بل لان الزبيدي اسرني ان الانشغال بالاصلاحات في وزارته وفي اطار الاصلاحات الوطنية العامة وتلبية مطالب الجماهير والوقوف ضد المؤامرة صار الاولوية دفاعا عن «اسوار» الحكومة والتجربة الوطنية على الارض بدل العمل بكتاب اسوار بغداد بعد الاستيفاء من اغراض ومقاصد العنوان!.
والحقيقة اننا انطلقنا في كتاب الاسوار من العاصمة والتهديد الداعشي لها حيث كان يتنبأ الزبيدي بهذا الخطر قبل وقوعه وانتهينا الى اسوار العواصم العربية المجاورة.
مازلت اتذكر وانعش الذاكرة كلما تبلدت بعنوانه العريض وهو يتحدث عن المسالة الكردية في سوريا « ان حزب العمال الكردستاني يقاتل في شمال سوريا وعينه على شمال العراق» مايعني ان الدولة الكردية الموعودة لم تات بعد وان التجربة العراقية في الاقليم ليست اكثر من كيان اما الدولة التي ستصل حدودها بحدود ساحل البحر الابيض المتوسط فانها ستاتي على ظهور اكراد العمال الكردستاني المدعوم من قبل الولايات المتحدة!.
قال الزبيدي الكثير من الكلام وربما نبه الى شيء مهم في المعرفة السياسية وهو ضرورة العمل بمنطق الاكتشاف لا الكتابة السياسية على نحو الاسترسال..هذا الكلام سيدفع متابعين وسياسيين ومهتمين بقضايا الشرق الاوسط وملف الاقليات الكردية في تركيا والعراق وايران وسوريا الى البحث عن جذور الاسوار المحيطة بالملف والاحاطة الشاملة والتفصيلية به فهو غزير النتائج في السياسة العربية والاقليمية ومساحة مفتوحة لاطماع الدول الكبرى!.
ان كتابا من هذا النوع سيكون مدخلا مهما لقراءة الحوادث العراقية القادمة من نوع التحدي الذي اغرق بغداد بالتأويلات العسكرية والامنية الشديدة على النحو الذي كنا نرصده في حركة الدواعش ومهما في اكتشاف الاخطار والتنبه لها قبل وقوعها والقبول والرضا والاستعداد للتماهي مع هذا التحليل المستند الى الارقام والمعلومات من قبل صانع القرار السياسي والمسؤول الاول في البلد وليس الرفض والتندر والقول ان«صاحبنا ليهجر» وهي العبارة التي قوبلت بها قراءة الوزير الزبيدي حين كان يحذر من خطر داعش قبل احتلال الموصل!.
في النهاية ازعم اننا اثرنا شيئا مفيدا فيما سبق من حلقات الكتاب الذي سيجد طريقه الى المكتبات حديثا وان الشيء الجديد في الكتاب « الاكتشاف والاستشراف وقراءة المتغير والتحذير من نتائجه الكارثية قبل وقوعه» هو ماميز هذا الكتاب عن كل الذي سياتي بعدنا ويتحدث عن سقوط الموصل واحتلال داعش لاكثر من 55 الف كيلومتر مربع من مساحة اراضي الجمهورية.
ومابين انشغال الوزير الزبيدي بالموجة الجديدة من المتغيرات وامكانية حدوث «اشياء» ليست في حساب الذاكرة وبين الكتابة في الاشياء الجديدة التي لم تقع بعد يكمن الخوف من استشراف واكتشاف مايمكن رصده في التحول الذي يتحرك الان في ساحة التحرير!.
سالته قبل ان اطوي اوراقي..
هل هنالك شيء او قوى او اصابع تخفي خناجرها في ساحة التحرير كما اكتشفت خناجر داعش قبل ان تسلها بخاصرة ام الربيعين في 10/6؟!.
قال لي:
هل تريد ان تسالني لكي نبدا مشورا جديدا في كتاب الاسوار ام هو اخر الاسئلة التي لديك؟!.
قلت له ..اخر الاسئلة!.
قال لي ..لدي اجابة قد تفتح الطريق الى مزيد من الكلام في الكتاب وانت اغلقت ابوابك وجمعت اوراقك..سجل اذن!.
امتنعت عن تسجيل ماتوافر لدى الزبيدي من تحليل وقلت له ..قد نستانف هذا الكلام بعد ان تستفرغ المرحلة الحالية مخاضها من التظاهرات والتحديات..رد علي:
وهو كذلك! .
تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك