أفغانستان آلى الوراء در ..


(الحلقة الثالثة )


واهم من يعتقد أن مايجري في أفغانستان من عودة لطالبان و القاعدة هو شأن داخلي وليس له تأثير على المنطقة والعراق تحديداً.


ما واجهناه خلال عام 2006 من إرهاب وقتال داخل شوارع بغداد والمدن العراقية كان يقوده قادة الإرهاب القادمين من أفغانستان حيث كان يتم التشريع لقتل العراقيين عبر فتاوى التكفير من منظْري القاعدة السلفيين "بالتعاون والتنسيق مع خلايا البعث المنتشرة".


معظم المقاتلين الذين قبضنا عليهم أو تمت تصفيتهم إبان تولينا حقيبة وزارة الداخلية كانوا مقاتلين سابقين في أفغانستان سواء كانوا مقاتلين عرب أو أجانب.


تلميع صورة (أبو محمد الجولاني) قائد جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حاليا)  من قبل بعض وسائل إعلام غربية، يعني أننا أمام صُنع قائد جديد للإرهاب شبيه بحالة الرزقاوي الذي تم تعظيمه بنفس الطريقة.


تقرير المخابرات الأمريكية الأخير أكد بأن حكومة أفغانستان لن تصمد سِوى ستة أشهر، وإن طالبان إستولت على كميات كبيرة ومتنوعة من الأسلحة والمعدات الحديثة.

 

(أفغانستان) هذه المرة لن تصدر الإرهاب إلى العراق وسوريا فقط بل سوف يكون هناك خطاً آخر يستهدف الصين وروسيا،  خصوصاً أن طالبان الآن تتمدد بإتجاه  منطقة (إمام صاحب) التي تقع قرب حدود أفغانستان الشمالية مع طاجيكستان على طريق الإمداد الرئيسي لوسط آسيا، مما دفع الروس إلى رفض قيام تركيا بحماية مطار كابول وتسليم قواعد للجيش الأمريكي وهي نقطة غريبة  في الإتفاق الذي عُقد في الدوحة بين طالبان وأمريكا حيث وافقت طالبان على إستبدال قوات أجنبية بأخرى !


هذا الخطر الذي يقترب من الحدود الروسية إنعكس على الحراك الروسي السريع في سوريا واللقاءات التي عُقدت من قبل بعض الفصائل هناك في موسكو خصوصاً إن تبادل الأدوار بين واشنطن وموسكو سوف يؤثر على طبيعة الصراع على الأرض في (العراق وسوريا والأردن) وهو ما سوف سنتحدث عنه في الحلقة المقبلة.


 

   باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق

  24 حزيران 2021


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك