التنين الصيني..


 التنين الصيني..


بعد مغادرة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تايوان أعتبر التنين الصيني زيارتها إستفزازاً واضحاً وجاء الرد سريعا حين أعلنت وزارة الدفاع الصينية أنها ستبدأ عمليات عسكرية محددة ردا على هذه الزيارة.


إدارة بايدن تتبنى مواقف مغايرة تماماً لسياسة ترامب حتى لو خلقت أزمات في العالم.


ترامب كان أول رئيس أمريكي يخطو بقدمه إلى داخل كوريا الشمالية ونجح ببناء صداقة مع الزعيم الكوري الشمالي وكان يرى بأن الصين شريك إقتصادي يجب التحالف معه لا مواجهته وكان يصف بوتين بالرجل القوي المحترم لتقوم إدارة بايدن بنسف كل ذلك وتجر أمريكا إلى صراع مع الدول الثلاث.


الصين أعلنت وبشكل قاطع أن الجزيرة التايوانية هي أمن قومي للأمة الصينية ذات الحضارة والتأريخ.


أمريكا لن تستطيع أن تصمد في حال فتح جبهة مع الصين لأنها ستكون مجبرة على فرض عقوبات إقتصادية كما حصل مع روسيا وعندها سوف تمنع المنتجات الصينية وتنهار السوق الأمريكية المعتمدة كليا عليها.


إذا أغلقت الصين مضيق تايوان بوجه السفن سوف تندلع أزمة إقتصادية عالمية ولن تجد أمريكا حليفا يقف معها والمتضرر الأكبر سيكون سوق الأجهزة الذكية بكافة أشكاله لأن قرابة 90% من الرقائق الإلكترونية الدقيقة (micro chips) التي تدخل في هذه الصناعات تنتجها تايوان و 60% إلى 65% من المواد الداخلة في صناعة الرقائق التايوانية تأتي من الصين أو عبر الصين.


الصين لوحت بورقة مهمة وهي الطائرة الشبحية (تشنغدو جيه - 20) المسماة (التنين الجبار) متعددة المهام والمصممة للقيام بمهام هجومية أرضية حتى في البيئات الصعبة حيث تسمح لها أجنحتها الشبحية بالوصول إلى إرتفاعات عالية بسرعات تفوق سرعة الصوت وهي مجهزة بجيل جديد من روابط تبادل البيانات وتدابير الدعم الإلكتروني ومجموعة الحرب الإلكترونية والقدرة على التخفي وقد إمتنعت الصين طوال سنوات عن إعطاء معلومات حول هذه الطائرة التي تعتبر الأهم في ترسانتها الضخمة.


من المحتمل وبشكل كبير أن تتفوق الطائرة الصينية على إف - 35 الأمريكية وبسبب قلة المعلومات فإن الإدارة الأمريكية عاجزة عن إيجاد طريقة لمواجهتها.


العامل الأهم في التوتر الجديد هو أنه سيوحد المعسكر الصيني - الروسي وسوف تنضم دولاً جديدة إلى هذا التحالف القوي مما يضعف الموقف الأمريكي أكثر.


أمريكا حاولت تحقيق نصر معنوي على الصين سيكلفها الكثير في المستقبل.


باقر جبر الزبيدي

   ٤ آب ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك