السلطة والادارة..    الحلقة الثانية

 


السلطة والادارة..


الحلقة الثانية


ان الانظمة التي تحولت من ملكية الى جمهورية او من عثمانية الى جمهورية هي انظمة مرتبطة بالسياسة الدولية او من الدول التي مُنحت الاستقلال "الشكلي" والمتتبع للانظمة الجمهورية في العالم العربي يلحظ انها ادخلت شعوبها في دوامة لا تنتهي من الثورات والجدل وخلق احزاب تقليدية كالشيوعي والقومي والبعثي والكردي والاسلامي المؤدلج هذه الدول لم تشهد استقرارا طيلة فترة الـ80 سنة الماضية الى يومنا هذا مثل ليبيا ومصر وسوريا والعراق واليمن في حين ان الانظمة الملكية شهدت استقرارا نسبيا في السعودية وعموم دول الخليج والاردن وبقيت الدول الثورية تدخل شعوبها بدوامة لاتنتهي من الازمات والحروب وتحريك عجلة الانقلابات العسكرية نظير ماجرى في سوريا (90 انقلابا عسكريا) وفي العراق (5 انقلابات عسكرية) عدا الانقلابات التي لم تنجح ناهيك عن استخدام الشعب العراقي وقودا لحروب عبثية مع ايران والكويت والحروب التي قادها النظام ضد الاكراد في الشمال والشيعة في الجنوب.


هذه الحقيقة متجسدة فيما قاله لي احد السفراء الاجانب بأن (البعض) من رؤساء الوزراء والبرلمان والجمهورية ومنذ نشأة الاستعمار الحديث يتم اختيارهم بعناية شديدة وبعد دراسة مكثفة لملفاتهم من لجان المخابرات (الامريكية والبريطانية) وهذا ماحصل عند اختيار صدام حين كان هاربا في مصر مطلع الستينات وتم منحه حكما دكتاتوريا مطلقا لتنفيذ مشروع تدمير العراق.


وبالعودة الى ماحصل بعد 2003 نجد ان الادارة الامريكية استخدمت اسلوب الضغط الشديد وايصال الوضع الى حافة الازمة من اجل الخروج بشخصيات الرئاسات الثلاث كما ان النصائح البريطانية اسهمت في التركيز على حزب سياسي واحد من كل مكون وتقويته على حساب باقي الاحزاب وركزت على الجهات التي لم تكن فاعلة في المعارضة الوطنية العراقية !.


وقد تأكد هذا الكلام في حديث مع سفير دولة اجنبية الذي اخبرني انه سوف يجبر احد الرئاسات الثلاث على تمرير ما يرغبه سعادة السفير ! وهذا ما حصل؟ بل وحرصت على ابعاد عدد من الشخصيات الناجحة و الوطنية خصوصا من لديه حرص على المال العام ومن يؤدون عملهم بأخلاص وامانة وذلك من اجل اسقاط هيبة الدولة وهو ما اعترف به السفير زلماي خليل زاده في مذكراته التي نشرت مؤخرا.


   باقر جبر الزبيدي 

وزير الداخلية الاسبق

  ٨ كانون الاول ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك