إعادة تدوير الإرهاب في العراق..

 


إعادة تدوير الإرهاب في العراق..


الإعلان عن مخطط لتهريب قيادات "د ا ع ش" من مخيم الهول في سوريا باتجاه العراق يعني أن قدرة التنظيم على التخطيط والتنفيذ ارتفعت مع قيام قوات قسد الكردية بغض الطرف عن عمليات الهروب.


تصاعد هذه العمليات في هذا التوقيت يطرح تساؤلات كثيرة من أهمها الحاجة من جديد لذريعة (محاربة الإرهاب) من اجل ضمان استمرار بقاء القوات الأجنبية خصوصا وان قسد وسجونها وتمويلها بيد التحالف الدولي ويستطيع أن ينهي هذا الملف في أي وقت.


مخيم الهول الذي يضم  62 ألف شخص نصفهم عراقيين وقتل منهم 90 شخص هذا العام فقط عبر مجاميع تقيم محاكمات وتطبق تعاليم التنظيم ويوجد أيضا 10 آلاف من عائلات إرهابيي"د ا ع ش" الأجانب ممن يقبعون في قسم خاص أصبح حاضنة كبير للإرهاب انتقل قسم منهم على وجبات من جديد الى العراق في مخيم الجدعة في نينوى.


وما يثير الاستغراب أكثر هو إعلان الحكومة عن إغلاق مخيم الجدعة خلال هذا الشهر مايعني أن هؤلاء سوف يعودون الى داخل المجتمع العراقي من دون دورات تأهيل أو معرفة لمدى تأثرهم بالفكر التكفيري السلفي خصوصا وإنهم قضوا أعوام طويلة يروجون للخلافة المزعومة وأطفالهم ولدوا في مناخ الإرهاب والتطرف وأصبحوا قنابل موقوتة.


المعلومات تؤكد أن عوائل "ا لـ د و ا ع ش" في الانبار يتقاضون رواتب رعاية اجتماعية وبعضهم يتقاضى رواتب من مؤسسة الشهداء وبتخطيط ورعاية من بعض السياسيين وفق تصريح (المستشار الإعلامي لرئيس مؤسسة الشهداء كامل الكناني في حديث تلفزيوني) وهو أمر يعني ان هناك مخطط متكامل لإعادة تدوير الإرهاب في العراق.


التقارير الرسمية التي تصدر بشكل مستمر من وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون والمخابرات المركزية تؤكد أيضا على أن تنظيم د ا ع ش يحاول العودة  بأشكال وتسميات جديدة (القاعدة أو أنصار السنة) وأصبح يمتلك قوة من الممكن أن تتطور وتهدد العراق والمنطقة.


"د ا ع ش" يستعد لغزوة عيد رأس السنة التي ستستهدف مناطق (بغداد الجديدة الشورجة باب الشرقي الحسينية الشعب) حيث تسلل مقاتلين من كركوك باتجاه بغداد مستهدفين الأماكن المزدحمة ذات المكون المحدد لإثارة النزعة الطائفية بينما ينشغل الجميع بالصراع السياسي و(الكراسي) والذي لن يأتي بجديد.


الإرهاب هذه المرة لن يستهدف مكون دون أخر كما حصل في السنوات السابقة بل ستكون موجة تستهدف المناطق الآمنة كافة وماشهدته محافظة اربيل من عمليات إرهابية دليل على ذلك كما أن الخلايا التي أعلن عن تفكيكها هناك اعترفت بوجود تنسيق إرهابي بين خلايا الوسط والجنوب مع خلايا الشمال مما يكشف حجم المخطط الذي يراد تنفيذه.


شكر وتقدير كبير الى قيادة قوات الحدود التابعة لوزارة الداخلية وبمشاركة من وزارة الدفاع  لجهودهم الكبيرة في إيقاف تسلل الإرهاب وضبط الحدود من خلال استخدام الأجهزة الالكترونية الحديثة وتسيير الدوريات بشكل مستمر لتأمين سور الوطن.


    باقر جبر الزبيدي

 وزير الداخلية الاسبق

 ٢٢ كانون الاول ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك