من ملفات المعارضة ( السلطة والادارة)  الحلقة الاولى..

 


من ملفات المعارضة ( السلطة والادارة)

الحلقة الاولى..


طرحنا ايام المعارضة الوطنية الحقيقية فكرة "السلطة والادارة" في اطار النقاش السياسي الذي كان محتدما حول اي الانظمة التي ستحكم العراق بعد الطاغية.


في العشرينات من القرن الماضي تشكلت انظمة جديدة على انقاض الدولة العثمانية القديمة وتلك الانظمة بدأت تتشكل حسب وجهة النظر الاستعمارية التي حكمت تلك البلدان عشية نهاية الحرب العالمية الثانية 1939_1945.


في الخليج تشكلت دول وامارات يتزعمها شيوخ عشائر عربية وابناء ملوك كما حدث في الاردن والعراق اما تركيا فقد اعلن فيها النظام الجمهوري وتولى مصطفى كمال اتاتورك رئاسة الدولة مابين 1928 _ 1932 وهذه الدول عدا تركيا كانت تحت الانتداب البريطاني في حين كانت سوريا ولبنان تحت الوصاية الاستعمارية الفرنسية.


وعلى اثر تلك النشأة الجديدة بعد سايكس بيكو 1916 تشكلت انظمة ملكية وجمهورية من 1920 حتى قيام انظمة جمهورية قادها مجموعة من "الضباط الاحرار" في مصر والعراق وسوريا وليبيا وكما حدث في العراق 1958 ان الاستعمار استمر يحكم بعض البلدان حتى بعد قيام ثورات الضباط الاحرار وبذلك بدأت تتبلور فكرة «السلطة والادارة» ففي النظام الملكي في العراق كانت السلطة وقوة القرار بيد الملك والادارة تناوب عليها مجموعة من خريجي مدارس الاستانة مثل نوري السعيد وجعفر العسكري وشخصيات وطنية اخرى وتبقى الادارة ادارة الشؤون الخاصة بتسيير الدولة.


اوضح مثال لنظام السلطة والادارة تمثل في نظام كمال اتاتورك ومن تبعه بعد ذلك في السياسة التركية.


وللاسف فقد كانت تجربة مابعد 2003 شبيه الى حد ما بالحكم الفردي حيث تركزت السلطة في منصب رئيس مجلس الوزراء بحسب المادة 78 من الدستور واهملت باقي المناصب المهمة كما ان ضعف الدور الرقابي للبرلمان سمح بتمرير الفساد وتغوله حيث اصبح بعض افراد البرلمان تابعين فقط لامراقبين مما هدم فكرة (السلطة والادارة) وجعل من تطبيقها امر مستحيل.


  باقر جبر الزبيدي

٥ كانون الاول ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك