بادوش جرح لن يندمل..


التقرير الذي قدمه يوم امس كريستيان ريتشر رئيس الفريق التابع للأمم المتحدة لمجلس الامن والذي يحقق في الفضائع المرتكبة بالعراق والذي تناول مأساة سجن بادوش جاء متأخرا كعادة القرارات الدولية التي تخص العراق.


التقرير الذي اكد عمليات القتل الممنهج بحق ما لايقل عن 1000 سجين (غالبيتهم من الشيعة) هو حلقة من مسلسل الجرائم التي ارتكبت ابان نكسة حزيران 2014 بداية سقوط الموصل.


بتاريخ  14 حزيران 2019 عرضنا جزء من هذه الجرائم على المجتمع الدولي خلال "المؤتمر الدولي الخامس" الذي أقامته الجمعية الأوروبية لتعارف الأديان في العاصمة الالمانية برلين والمنعقد تحت عنوان : "سبايكر جريمة التاريخ والإنسانية".


حيث حملنا دراسة كاملة بالصور و الوثائق بالتعاون مع (جهازي المخابرات والاستخبارات العسكرية) تكشف جوانب مهمة من مجزرة سبايكر وما تعرض له ابنائنا من عمليات غدر وابادة على يد الارهاب ومن وقف معه.


وخلال كلمتنا قدمنا بحثا شاملا ومفصلا وبالارقام عن جريمة العصر "سبايكر" البحث شمل ايضا ملاحق مهمة تشمل اسماء المنفذين للجريمة والمطلوبين الهاربين من العدالة واسماء الشهداء كما شمل البحث نبذة تعريفية بينت وبوضوح تفاصيل الجريمة ومن خلال عرض شهادات للناجين وتفاصيل مهمة وحساسة عن القضية وصور خاصة (تعرض لاول مرة عن المجزرة).


طالبنا ان يتم تدويل قضية سبايكر وان تخرج من اطارها المحلي ليعرف العالم مدى التضحيات الجسيمة التي قدمها ابناء العراق والظلم الكبير الذي طالهم بسبب الارهاب.


 كما دعونا الدول الاوربية للتعاون مع الحكومة العراقية وتسليم المطلوبين في هذه الجريمة للقضاء العراقي لينالوا جزائهم العادل على ما اقترفوه وشددنا ايضا على ضرورة ان يصار الى تسمية يوم خاص بهذه المناسبة الاليمة وقدمنا 3 نسخ من هذه الدراسة الى مكتب الامين العام للأمم المتحدة  من اجل تدويل القضية وحفظ حقوق عوائل الشهداء وتعويضهم .


وخلال المدة الماضية كثفنا جهودنا لكشف مأساة  سجن بادوش رغم العراقيل الكثيرة التي وضعت امامنا من اجل عدم فتح هذا الملف !.


ان حقوق المغدورين لن تعود ما لم يتم محاسبة الجهات الفاعلة والمقصرة والمسؤولين المباشرين وغير المباشرين عن هذه الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية.


   باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق

  ٤ كانون الاول ٢٠٢١



تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك