أزمة الاقتصاد العالمية..

 

أزمة الاقتصاد العالمية..

الحرب الروسية الأوكرانية انتقلت من الخنادق والمواجهة العسكرية إلى حرب استنزاف الموارد والثروات وعامل الوقت أصبح هو الرهان بين المتحاربين.

بسبب توقف صادرات روسيا وأوكرانيا من إمدادات الطاقة والوقود والمواد الغذائية حدثت أزمة عالمية حيث انهما تحتلان مركزاً هاماً في سوق المنتجات الزراعية في العالم وتمثل صادراتهما من القمح 23 % من السوق العالمية.

شركة الأبحاث Bruegel أكدت أن أوروبا أنفقت قرابة 800 مليار يورو للتعامل مع أزمة الطاقة التي ضربتها ووصل التضخم في منطقة اليورو إلى 8.5 %

وبحسب آخر التقارير فقد خسرت (ألمانيا 264.6 مليار يورو/ المملكة المتحدة 103.3 مليار يورو/ إيطاليا 92.7 مليار يورو/ فرنسا 92.1 مليار يورو/ إسبانيا 40.2 مليار يورو) هذه الأرقام سوف تتضاعف كلما طال أمد الحرب وستخرج هذه الدول منهكة اقتصادياً وستشهد اضطرابات سياسية واجتماعية تهدد أمن العالم.

يضاف لهذه الأرقام 7.9 مليون لاجئ أوكراني أغلبهم من النساء والأطفال غير قادرين على العمل يشكلون ضغطا هائلاً على القارة العجوز.

الدعم الغربي الهائل بأحدث الأسلحة ساهم في صمود أوكرانيا، الإدارة الأمريكية نجحت في توفير الأموال اللازمة لدعم أوكرانيا فيما تستمر العقوبات في إنهاك موسكو.

سلاح الغاز فقد قوته بعد أن حصلت أوربا على دفعات من الغاز الأفريقي والإسرائيلي والذي من المتوقع أن يزداد مع قبول قطر بمد أوروبا بالغاز.

الجبهة الداخلية هي أكبر خطراً يواجه الرئيس بوتين خصوصاً أن الكثير من القادة الروس غير راضين عن طريقة إدارة الحرب.

الكثير من الدول الكبرى سوف تجد نفسها مجبرة على الاقتراض واتباع سياسة التقشف مما يعني عدم توفر سيولة لإقراض دول العالم الثالث.

ورغم بشاعة الحرب فإن هناك الكثير من الدول التي تعتبر مستفيدة من تداعيات الحرب وهي الدول المنتجة للطاقة في الشرق الأوسط والتي تستطيع أن تستثمر في أوربا بشروطها بعد أن كانت أوربا هي من تضيع الشروط.

ميزان القوى العالمي يتغير بسرعة وهو ما على الجميع الانتباه له خصوصاً ان العراق قادر بما يملكه من ثروات نفطية وغازية وبشرية على أن يكون لاعب رئيسي في الاقتصاد العالمي فيما لو توفرت له الإرادة الحقيقية.

باقر جبر الزبيدي 

١٩ شبــاط ٢٠٢٣