الحرب العالمية.. قادمة

 


الحرب العالمية.. قادمة


 مع نهاية العقد الثاني من الألفية الجديدة تغير العالم بسرعة كبيرة بفعل جائحة كورونا وظهور الصين وروسيا بقوة أكبر على الساحة الدولية مقابل تراجع الولايات المتحدة بفعل دورتين رئاسيتين هما الأسوء في تأريخ أمريكا (ترامب وبايدن).


الأحداث المتسارعة أطاحت بنظرية القطب الواحد وهي فرصة تأريخية للبلدان الناشئة ذات الثروات الهائلة وتحديداً العراق.


الصراع القادم في المحيط الهادئ هو أمر حتمي بين أمريكا وحلفائها (فرنسا، بريطانيا، اليابان وأستراليا) وبين الصين وحلفائها والتي ترى أن تايوان هي جزء من أراضيها وهو مايعني سيطرتها المطلقة على المحيط الهادئ وهو الممر البحري لمعظم التجارة العالمية ويحوي ثروات كبيرة من نفط وغاز وثروة سمكية مما يحتم على أمريكا وحلفائها الدخول في مواجهة مع الصين عاجلاً أم آجلاً.


 الولايات المتحدة تعاني من تضخم هو الأكبر منذ 40 عام، حيث بلغت نسبته السنوية 8.6% وإرتفعت الأسعار في كل القطاعات مثل السكن والوقود والنقل والمواد الغذائية والخدمات الصحية.


الصراع العالمي سيدخل الدول الكبرى في أزمات وحروب ويفقدها الكثير من قوتها وهو مايسمح للعراق بما يملكه من ثروات هائلة (النفط والغاز والكبريت والسيليكا) والموقع الجغرافي أن يكون قطب إقتصادي عالمي جديد.


إرتفاع أسعار النفط المستمر يعني أن الفائض النقدي للبلاد سوف يزداد وفي حال إندلاع الحرب العالمية سوف نشهد إرتفاع قياسي للنفط يصل إلى 300 دولار للبرميل كما أن إستثمار العراق للغاز وباقي الثروات سوف يزيد من الدخل القومي.


هذه الأموال لو أُنفقت على بناء البنى التحتية وحل مشكلة البطالة وتطوير القدرات البشرية ورفع مستواها الإنتاجي والعلمي سوف تجعل العراق واحداً من أهم البلدان وهو أمر ليس بمستحيل تحقيقيه خلال الأعوام القادمة ولدينا أمثلة على الطفرات السريعة للدول مثل الإمارات وقطر وماليزيا التي حققت نتائج سريعة بفعل الوفرة المالية والتخطيط السليم.


نحن أمام فرصة تإريخية ستجعل العراق قوة سياسية وإقتصادية لايستهان بها وهي فرصة قد لاتتكرر في المستقبل القريب.


    باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق

       ٢ تموز ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك