العراق وأمريكا..

 


العراق وأمريكا..


تصلنا الكثير من الآراء والدراسات أغلبها يتحدث عن أن الولايات المتحدة غيرت من بوصلتها اتجاه العراق ولم يعد يشكل محوراً رئيسياً في سياستها الخارجية وهو أمر خاطئ.


السياسة الأمريكية بالمجمل تنظر إلى العراق من عدة زوايا بعضها تاريخي ديني وبعضها الاخر اقتصادي جغرافي.


على مدى يومين انعقد في العاصمة الأمريكية واشنطن مؤتمر بعنوان ( الاضطرابات والانتقال: العراق بعد عشرين عاماً من الغزو ) والذي نظمه (معهد المجلس الأطلسي الأمريكي) واستضاف العديد من صناع القرار وكبار الخبراء والباحثين الأمريكيين والعراقيين.


المؤتمر يعكس المحاولات الأمريكية لإيجاد طريقة للتعامل مع الملف العراقي مغايرة تماماً لما اتخذ منذ 2003 وتجنب الأخطاء التي ارتكبت خصوصاً  أخطاء الاعتماد على شخوص لا على مؤسسات.


كما أن الاتفاقات السياسية الأخيرة التي مُررت في العراق والمنطقة تكشف أن أمريكا تدرك جيداً أن للشارع العراقي خصوصية لا يمكن تجاوزها وهي نابعة من موروث ديني واجتماعي وروابط مشتركة مع دول الجوار ولا تستطيع إي سياسة في الوقت الراهن أن تتجاوز هذه الخصوصية.


البعد الاقتصادي يتمثل برؤية أمريكية تعتبر العراق مصدراً نفطياً وغازياً قادراً على إنعاش السوق العالمية عند الأزمات وهو مرن سياسياً عكس الكثير من الدول الأخرى التي لم تنجح أمريكا في التعامل معها في ملفات النفط والغاز.


سياسياً أمريكا لاتملك سوى خيار دعم الشرعية السياسية والانتخابية في العراق مهما تبدلت القيادة في البيت الأبيض لان نجاح التجربة الديمقراطية سوف ينعكس على الكثير من الملفات الخارجية الأمريكية في المنطقة.


سياسة العراق اتجاه أمريكا يجب أن تكون دوماً وفق مبدأ الشراكة لا مبدأ التابع حتى تكون مثمرة للجانب العراقي كدولة لا كأفراد يستغلون شكل العلاقة لمصالحهم الشخصية.


    باقر جبر الزبيدي 

٨ تشرين الثاني ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك