إهمال الجنوب..

 


إهمال الجنوب..


عادت الموصل لتتنفس الحرية بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي منذ خمس سنوات وبدأت ملامح المدينة تظهر مع حملة الإعمار المستمرة فيها.


في جنوب الوطن ورغم مرور 19 عاماً على الخلاص من نظام البعث الذي أذاق أهالي الجنوب مرارة القصف والتعطيش والتمييز الطائفي والدفن في المقابر الجماعية فإن الخراب مستمر ولم يتغير شيء.


نصف فقراء العراق يعيشون في 3 محافظات جنوبية ووفق إحصائية رسمية فإن أكثر من نصف سكان محافظة المثنى 52 % يعانون الفقر وفي محافظة الديوانية أكثر من 48 % ومحافظة ميسان أكثر من 45 %.


خلال تولينا حقيبة المالية كنا حريصين على تخصيص الأموال الكافية لمحافظاتنا الجنوبية والتي كان أغلبها يرجع إلى خزانة الدولة بسبب عجز وزراء ومحافظي الحكومتين الاتحادية والمحلية عن إنفاق الأموال بالشكل الصحيح.


ورغم تخصيص موازنات انفجارية وقوانين لإنصاف هذه المحافظات مثل البترودولار إلا أن الواقع يشير إلى أن هناك طبقة واحدة منتفعة من كل هذه الأموال.


ما تقدم يعني أن موجة الفساد التي ضربت الجنوب كانت أكبر من موجة الإرهاب التي ضربت المحافظات الشمالية والغربية وان الإرهاب تم القضاء عليه بينما لا زال الفساد مستمراً في قتل وتجويع الناس.


وما يثير الحزن أكثر أن محافظات الجنوب تمد العراق بثرواتها النفطية ويعيش الجميع في ظل خيراتها بينما يموت أبنائها بسبب الانبعاثات الغازية المصاحبة لاستخراج النفط.


إن أبناء الجنوب أحفاد أبطال ثورة العشرين والانتفاضة الشعبانية لن يقبلوا المزيد من الفساد وثورة الجياع قادمة ما دام الظلم موجود.


   باقر جبر الزبيدي 

٢١ كانون الاول ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك