الربيع الأردني..

 


الربيع الأردني..


انطلق الربيع العربي 2010 من تونس ليجتاح دولاً أخرى منها مصر وسوريا واليمن والبحرين إلا أنه ظل بعيداً عن الأردن رغم تشابه الظروف مع هذه الدول.


السبب الرئيسي هو أن من يقفون وراء مشروع الربيع العربي يهمهم بالدرجة الأساس أمن إسرائيل والذي يرتبط دائماً بأمن الأردن التي تعتبر حائط الصد تجاه أي عملية جهادية أو تسلل باتجاه تل أبيب.


كما أن الشراكة الاستخبارية والعسكرية بين الأردن وإسرائيل ممتدة ومتينة منذ عهد الملك حسين إلى يومنا هذا وتحديداً منذ أيلول الأسود 1970.


ما يجري اليوم في الأردن هو أكبر من أي مشروع لأن المواطن الأردني تصله أخبار البذخ والفساد في مفاصل الدولة في وقت يعيش فيه أسوء الأوضاع.


الخطأ الذي وقعت فيه الحكومة الأردنية هو إطلاق سراح عدد من منظري السلفية والمقاتلين العائدين من أفغانستان وعلى رأسهم أبو محمد المقدسي.


هؤلاء منذ فترة طويلة يقومون بتنظيم صفوفهم وجمع تبرعات بحجج مختلفة وتكوين خلايا تحت سمع وبصر القوات الأمنية الأردنية التي كانت تتصور أن هؤلاء أصحاب مشاريع خارجية.


استمرار عمليات التهريب بأنواعها على الحدود بين سوريا والأردن وسيطرة العشائر وانتشار أخبار فساد رجال الأمن زاد من النقمة الشعبية.


الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت بسبب ارتفاع أسعار الوقود وامتدت لتصل إلى مدينة معان ومقتل نائب مدير شرطة معان هي مؤشرات خطيرة خصوصاً إن الحراك امتد إلى الكرك وسط رفع لشعارات مؤيدة للأمير حمزة الذي لا زال تحت الإقامة الجبرية.


القوى الخارجية لن تنجح في الحفاظ على كرسي العرش ما دام هناك جمراً تحت رماد المدن يغذيه الفقر والتطرف.


   باقر جبر الزبيدي 

١٨ كانون الاول ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك