العراق وفرنسا..


المشاركة الفرنسية المهمة في مؤتمر بغداد 2 عبرّت عن تغير واضح في إستراتيجية باريس اتجاه المنطقة والعراق تحديداً.


فرنسا أكدت أكثر من مرة على أن وجودها في الشرق الأوسط يتمحور حول هدفين محاربة الإرهاب وحماية وصولها إلى الطاقة والبحر من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وعلى طول الطريق إلى الخليج بوابة المحيط الهندي.


تحتفظ فرنسا بنحو ألفي عسكري في الشرق الأوسط مما يجعلها ثاني أكبر منطقة انتشاراً لها بعد أفريقيا ولديها 600 عنصر عسكري موزعين بين العراق وسوريا والأردن ولبنان.


التأثير الفرنسي على العراق قد لإيكون محسوساً إلا أن باريس حرصت دوماً على إبقاء قنوات الاتصال سواء مع الحكومات أو الشخصيات السياسية لأنها تبحث عن مصالحها في العراق خصوصاً مع أزمة الطاقة العالمية الراهنة.


مستقبل الشراكة العراقية الفرنسية سيكون قائماً على محورين، الأول هو الاقتصاد حيث تسعى فرنسا لبناء شراكة تعتمد على تبادل الخبرات مقابل النفط.


المحور الثاني هو الإرهاب حيث تعتبر فرنسا الدولة الأوربية الأكثر تضرراً من العمليات الإرهابية وتخشى من توابع ارتداد الإرهاب سواء عبر المقاتلين العائدين إليها والذين دفعت بهم سابقاً إلى العراق وسوريا أو عبر شبكات تمويل الإرهاب.


هذا المحور المهم سيساهم في حصول العراق على أسلحة فرنسية متطورة خصوصاً في مجال الطيران كما سيزيد من دورات التدريب المتطورة التي يقدمها الجيش الفرنسي للقوات العراقية بكافة صنوفها.


الشراكة مع الدول الإقليمية والدول الكبرى مهمة جداً وسط التحول الكبير الذي يشهده العالم اليوم.


    باقر جبر الزبيدي 

١٤ كانون الثاني ٢٠٢٣


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك