تصدع اللامركزية..


حسب العديد من الدراسات والتقارير فقد تراجعت اللامركزية في العراق مقابل غلبة للمركزية وهو مؤشر خطير على تصدع الدولة.


اللامركزية كان الهدف منها هو عدم العودة إلى الدكتاتورية الفردية والحكم الشمولي للأحزاب السلطوية كما حصل منذ وصول البعث إلى السلطة 1968.


وللأسف فقد تم التراجع عن اللامركزية باستمرار لصالح المركزية وبدأت قوة الفيدرالية ومجالس المحافظات المنتخبة تتضاءل أمام المزيد من السلطة في بغداد.


وقد يتوهم البعض أن هذا الأمر يشكل قوة للمركزية والدولة عموماً إلا أنه في الحقيقية وكما نشاهد في بعض المحافظات بات يخلق استقلالية غير مرئية لبعض القوى التي باتت تتحكم بمقدرات هذه المحافظات وسط تركيز الدولة منذ سنوات طويلة على العاصمة.


أقر دستور 2005 في المادة (116) اللامركزية في شكل فيدرالية ومجالس محافظات منتخبة وجاء في نص المادة (يتكوّن النظام الاتحادي في جمهورية العراق من عاصمة وأقاليم ومحافظات لامركزية وإدارات محلية) إلا أن رغبة بعض الأحزاب والشخصيات بالتقرب من الحكومة الاتحادية في بغداد سبب ضياع الصلاحيات ووجود حالة من الضبابية في عمل مجالس المحافظات وظلت السلطة المركزية ممسكة بزمام الأمور.


بعض الأحزاب والشخصيات سيطروا بشكل كبير على مجالس المحافظات وأصبحت أداة لتنفيذ مشاريعهم.


ضعف اللامركزية سبب فيما نشاهده اليوم من خلافات في المحافظات الغربية والصراع بين الحزبين الكرديين في شمال الوطن والذي يدفع المواطن ثمنه.


ونحن مقبلون على انتخابات مجالس المحافظات يجب أن تقر قوانين جديدة تسمح بالمزيد من الحرية للمحافظات بما يمنع التدخل السياسي خصوصاً في ملف إعمار المحافظات وجعله بالكامل تحت يد السلطة المحلية مع المراقبة من قبل الحكومة المركزية والهيئات المستقلة.


   باقر جبر الزبيدي 

١٧ كانون الثاني ٢٠٢٣


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك