هجرتي ( الحلقة 12 ) .. باقر الزبيدي
 حين كنت على راس مجلس ادارة نداء الرافدين ورئاسة تحريرها كنت اترصد حركة السيد محمد صادق الصدر واتابع بدقة صلاة الجمعة التي كان يقيمها في مسجد الكوفة وكانت
تصلني عبر بعض العيون والعلاقات الجهادية التفاصيل اليومية لحركة السيد الصدر.
وفي تحليلي الخاص ومنذ اواسط عام1998 بدات اشعر بالخوف من مؤامرة اغتيال قد تطال هذا المرجع بسبب تحديه للنظام واجراءاته الامنية خصوصا في الايام الاخيرة التي سبقت استشهاده وكنت لااخفي خوفي وقلقي على الخواص الذين كنت اضعهم دائما في صورة الاوضاع العراقية في الداخل.
كنت مترددا بين الكتابة عن حركته ومتابعة اخباره ونشاطه الاسلامي خوفا عليه وعلى حركته لكي لايربط النظام متابعتنا في الخارج بنشاط السيد في الداخل ليحمله تبعات هذه العلاقة ولكن عندما وصلتني اخبار قيام النظام بقطع  الكهرباء عن دارته ومكتبه تيقنت ساعتها ان النظام سيقدم على تحرك ما على السيد قد يكلفه حياته وقد نشرت خبرا في هذا الاطار على الصفحة الاولى من جريدة نداء الرافدين بتاريخ 13/8/1998 ان السيد الصدر يتعرض الى اعتداءات ومضايقات مختلفة من قبل اعوان النظام الصدامي تمثلت في قطع التيار الكهربائي عن منزله ومكاتبه.
في هذه الاثناء وصل احد وكلاء السيد الصدر الى الشام هو سماحة السيد عبد الستار الموسوي وتم ترتيب لقاء خاص جمعني واياه بحضور مستشارنا الاعلامي الكاتب عمار البغدادي بعيدا عن عيون مخبري السلطة المنتشرين في حي السيدة زينب (عليها السلام) والمنطقة الصناعية القريبة الى مكتبنا حيث الجريدة والمكتب السياسي ومركز الدراسات العربية.
دار الحديث مع سماحة السيد الوكيل عن حركة السيد الصدر ونشاطه وصلاة الجمعة والوعي الاسلامي الذي بدا ينتشر بقوة في محافظات العراق واكد الموسوي ان هذا المرجع يمثل وعينا ومشروعنا وحركتنا السياسية في الداخل واننا يجب ان نقف الى جانبه من اجل كل هذه الاهداف.
الذي حصل انني اعتبرت كلام السيد الموسوي اشارة الى الانطلاق بالتحرك الاعلامي والسياسي لدعم حركة السيد الصدر في الداخل والتحذير من تعرضه لاي اعتداء من قبل السلطة الغاشمة فكلفت الكاتب عمار البغدادي الالتحاق بمكتبنا في بيروت من اجل التواصل مع مكتب السيد الصدر في لبنان وقد ادى الكاتب ماعليه في اطار هذه المهمة من خلال المقالات  السياسية التي كان ينشرها في مختلف الصحف اللبنانية ومتابعة نشاط السيد في الداخل وقد ساهم عمار البغدادي بتاليف كتاب عن السيد الصدر وحركته الاسلامية طبع ووزع في بيروت ودمشق.
وطيلة الفترة التي كان فيها الكاتب البغدادي في بيروت كنت على اتصال دائم به وبالوكيل الشرعي للسيد الصدر اتابع الاخبار واتقصى المعلومات وانشر واتابع في نداء الرافدين كل مايصلني من معلومات بهذا الاطار وقد انعكس ذلك في نشاطي وحركتي السياسية عبر وضع الدبلوماسيين العرب والاجانب بصورة الاجراءات الوحشية التي تطال السيد في النجف.
كان الكاتب البغدادي يتواصل مع حركة السيد الصدر في الداخل بمكتب المرجع ببيروت ويتواصل مع صوت المرجع بشكل مباشر وهو يقول (ان ماافعله الان من تدريس طلبة البحث الخارج والتواصل مع الامة عبر استقبالاتي لشرائح واسعة منها واقامة صلاة الجمعة ان لم يكن امرا وجوبيا فهو مستحب مؤكد).
حين كنت في الكويت مع السيد محمد باقر الحكيم خلال زياراته الرمضانية التقيت سماحة العلامة السيد محمد باقر المهري وكيل المرجعيات الدينية في الكويت واسرني ان السيد محمد صادق الصدر اتصل به هاتفيا وتحدث معه عن مختلف القضايا الاسلامية واستفسر منه عن نتائج زيارة السيد الحكيم الى الكويت وهو مايعني ان السيد الصدر كان يتابع حركة المعارضة العراقية والشانين العربي والاسلامي.





تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك