قصتي .. في وزارة الداخلية / توازن الرعب ( الحلقة 22 ) .. باقر جبر الزبيدي
 بعد تفجير معمارية الامامين العسكريين عام 2006 بدات ردات الفعل العاطفية والدينية ومشاعر الناس الملتهبة تاخذ شكلها العنيف
في الشارع العراقي وهو عين المخطط الذي اشتغلت عليه القاعدة ومن يقف خلفها من دول اقليمية ودولية واحزاب سياسية من الذين دخلوا العملية السياسية بهدف اجهاضها واسقاطها من الداخل.
بعد تفجير مرقد الامامين بساعات عقد اجتماع طارىء في مكتب رئيس الوزراء د. ابراهيم الجعفري حضره وزراء الداخلية والدفاع ومستشار الامن الوطني والقائد العام للقوات المتعددة الجنسيات الجنرال كيسي ونائبه وسفراء الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وبعد ان تم الاستماع لتقارير استخبارية وماحصل من عدوان مباشر على المساجد وعمليات استهدفت المواطنين الابرياء تم اتخاذ قرارات حازمة في نهاية الاجتماع للوقوف بوجه التحدي الجديد.
من هذه القرارات منع التجوال وانزال الدبابات والمدرعات الخاصة بوزارتي الدفاع والداخلية الى الشارع(وهي دبابات قديمة وحدودة العدد) والدخول في حالة انذار قصوى بغية اشعار الناس ان الدولة موجودة وقادرة على فرض القانون رغم قلة الامكانيات عدة وعديدا وفي اليوم الثالث تمت السيطرة التامة على عمليات التصعيد الكبرى وهي على موجات اخذت طابع ردات الفعل غير المحسوبة في التعاطي مع الاخر اما العمليات المتناثرة هنا وهناك فقد استمرت شانها شان الزلزال الذي تعقبه ارتدادات زلزالية لان حدث تفجير مرقد الامامين العسكريين على مستوى المشاعر الدينية والاجتماعية مثل زلزالا مخيفا وصادما!.
ورغم الشدة التي تم استخدامها في فرض هيبة الدولة الا ان العمليات المتناثرة بقيت مستمرة حتى منتصف العام 2007 وبدات تتطور لتاخذ شكل عمليات تهجير طائفي وقتل على الهوية!.
كان هنالك قرار قاعدي بالعمل على التهجير والقتل على الهوية وكان استهداف معمارية الامامين الصاعق الذي فجر هذا المشروع وكانت رسالة الزرقاوي الصريحة بقتل الشيعة بالاسم اخذت مداها في استهداف الناس الابرياء وقد سمى في رسالته المعروفة( قتل الشيعة وتدمير مقدساتهم) لذا فالمخطط كان جاهزا لاحداث هدف اكبر من القتل والتهجير وهو تفتيت المجتمع العراقي واعتبر تفجير مجلس العزاء الاخير يوم 21/9/2013  مجلس فاتحة الفراطسة حيث ذهب ضحيته المئات من ابرياء الشيعة في تفجير مزدوج انه يحمل نفس مواصفات ماورد في رسالة الزرقاوي وكانت ردة الفعل التي كنا ولازلنا نحذر منها المزيد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين في الدورة!!.
واذا كان القتل عام 2006 استهدف الناس اشخاصا فرادا فان عمليات القتل الحالية عام 2013 رغم قوة الامكانات والعدة والعدد بعشرات الاضعاف وصرف مايقرب من 90 مليار دولار على الامن  تفوق ماكان يجري في ذلك العام اضعافا وبالجملة!.
اخبرني احد الجنرالات الامريكيين وكان ذلك بداية 2006 ان التعليمات التي صدرت من سفير الولايات المتحدة الامريكية زلماي خليل زاد تقضي بمنع قوات وزارتي الداخلية والدفاع من التحرك نحو اهدافها الا بشرط الحصول على الموافقات الامنية من القيادة الامريكية وهو ماعطل جهودنا في السيطرة على الارهاب وتطويق منابعه وتم الطلب منا رسميا حيث وصل امر التضييق علينا الطلب بتقديم لائحة بالاهداف التي ننوي تنفيذ قرارات القضاء بشانها مسبقا وعندما قدمت هذه المعلومات الى الجانب الامريكي جائت الموافقة بعد عشرة ايام!!.
حين تحركنا باتجاه اهدافنا لم نجد اي هدف الا عنوانا واحدا من اصل 12 هدفا!.

قلت لمقربين مني وقتها ان هناك قرارا امريكيا خطيرا يتعلق بتقييدنا واطلاق يد الارهاب وهو ماحصل فعلا فبدات عمليات القاعدة واخواتها تنشط وتتحرك بقوة وتستهدف الناس الابرباء بعشوائية قل نظيرها مما هيأ الاجواء لردات فعل اطلق عليها مسلسل توازن الرعب!.
تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك