هجرتي ( الحلقة 16 ) .. باقر الزبيدي
بدت الاجواء السورية دكناء ورن جرس هاتفي واذا بالاخ المرحوم احمد الموسوي مسؤول مكتب العمل الوطني في القيادة القطرية للبعث العراقي في سوريا يخبرني ان لديه امرا خاصا ويريد مقابلتي على عجل!.

بعد نصف ساعة واذا بالدكتور المرحوم في مكتبي يسرني بالتالي: ان اللواء حسن خليل مدير جهاز الامن العسكري في سوريا (يعتبر اهم جهاز امني في سوريا) ابلغني ان اوصل لك رسالة شفوية مفادها(اما ان لبيان جبر ان يكف عن النباح ضد النظام العراقي!!؟.).
ولما انتهى المرحوم من تاكيد هذه الرسالة طلب مني التهدئة وايقاف التصريحات السياسية المناوئة للنظام العراقي وعدم ادخال صحيفة نداء الرافدين من لبنان او باريس الى سوريا وعدم تزويعها على العراقيين الذين كانوا يتواجدون بكثافة واضحة في حي السيدة زينب (عليها السلام).
قلت للمرحوم احمد الموسوي..نحن كعراقيين وكمعارضة عراقية نقوم بدورنا وواجبنا الوطني في مقارعة الدكتاتورية عبر اللقاءات الاعلامية الاذاعية والتلفزيونية واذا كان هذا الاداء لايعجب السيد حسن خليل والقيادة السورية فليسمحوا لنا بترك سوريا والهجرة الثانية من سوريا الى بلد اخر فنحن احرار وخلقنا احرارا وسنبقى احرارا لكن الموسوي طلب مني اخويا ان اتجنب التصعيد والصدام لان العلاقة السورية العراقية ايامذاك كانت تشهد صعودا متناميا تمثل بالزيارات المتكررة لطارق عزيز وعلي حسن المجيد وطه ياسين رمضان حتى سرت شائعة ان بشار الاسد سيحل ضيفا على صدام حسين خلال ايام!.
وقلت للدكتور الموسوي ايضا دعني افكر مليا بالامر لان مسالة الانسحاب من صفوف الجبهة السياسية التي بنيناها خلال سنوات طويلة ليس بالامر السهل لاعلى المستوى الشخصي ولاعلى مستوى المجلس الاعلى الذي يرفع صوت المعارضة العراقية عاليا ويهمه ان يبقى هذا الصوت مرتفعا في مواجهة الدكتاتورية.
في الاثناء استقبلت مجموعة من الوصايا السورية الصديقة غير الحكومية تنذرني بتقليل الحركة الواقعية في الشارع او السفر والتنقل في المدن السورية التي كنت اتابع مهمة عقدية فيها وهي محاولة نشر ثقافة التلعق باهل البيت عليهم السلام وتوزيع مؤلفاتهم وتراثهم وماكتب عنهم والقاء المحاضرات في قرى حمص وحلب واللاذقية بهدف نشر هذه الثقافة ومد جسور المحبة مع اخوتنا السوريين وكان هذا العمل مستمرا الى جانب استمرار الوظيفة الوطنية الاولى بمتابعة مشروع الاطاحة بالنظام العراقي بمختلف الوسائل الاعلامية والسياسية والدبلوماسية.
بعد ايام من لقاء الموسوي الذي خطف سنة 2005 ببغداد على يد خلية قاعدية تسللت من الحدود العراقية السورية الى منطقة الجامعة ببغداد تلقيت اتصالا هاتفيا من (الفرع الخارجي) وهو احد فروع المخابرات العامة السورية وتم تحديد موعد للقاء اللواء علي الحوري وفوجئت عند دخولي الى مكتبه بوجود كل قيادات وممثلي المعارضة العراقية في سوريا وقد بدى حوري مكفهرا متجهما متوترا متشنجا عكس عادته وكانه يؤدي دورا كلف به في اطار هذا الاجتماع فنظرت ساعتها لكل ممثلي تيارات المعارضة الكوردية والعربية الاسلامية والعلمانية وكنت اخر من التحق بهذا الاجتماع.
بدا الحوري يتحدث بنبرة غاضبة ومتوترة لايقاف كل نشاط للمعارضة العراقية على الساحة السورية في المستويات الاعلامية والسياسية والدبلوماسية وحين حاول المرحوم حسين الركابي الحديث واذا بالحوري ينهر الركابي بصوت مرتفع محذرا اياه وجميع الحاضرين بعدم تجاوز قوانين الدولة وانتم ضيوفها!!.
خرجت من الاجتماع وانا على يقين ان السوريين استداروا عنا لصالح النظام عكس السنوات التي شهدت تطورا واضحا وايجابيا خصوصا في زمن الرئيس الراحل حافظ الاسد.
في هذه الاثناء تناهى الى سمعي ان طرفا اسلاميا عراقيا اجتمع مع طارق عزيز وطه ياسين رمضان في دمشق وبحثا السبل الكفيلة بوساطة سورية للعودة الى العراق ومصالحة النظام ممااضطرني ان اكتب الى زعيم المجلس الاعلى طالبا الموقف ممايجري فطلبت القيادة مني ايقاف النشاط الذي كنت امارسه على الساحة السورية وعدم ترك سوريا وتقوية العمل نفسه في لبنان.
تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك