قصتي .. في وزارة الداخلية  ( الحلقة 24 ) .. باقر جبر الزبيدي
وانا اختم فترة الداخلية لابد ان اسجل عظيم امتناني للوكلاء وكبار الضباط والضباط والشرطة الاتحادية والشرطة المحلية وضباط وافراد الاستخبارات والدفاع المدني
وشرطة الحدود واخص بالذكر منهم مدير مكتبي والعاملين فيه على الجهود التي بذلوها على امتداد عام من وجودي في وزارة سيادية كانت تمثل امال العراقيين في الحياة والامن من الذين كانوا يوصلون معي الليل بالنهار ولم نكن نعرف على امتداد عام طعم الراحة والنوم!.
سالني ضابط شرطة عن سر الهزال والضعف الذي دب في جسدي خلال عام من وجودي في الداخلية فقلت له ان من يسهر على راحة شعبه عليه ان يقطع الطريق على راحة جسده ومن ثقلت موازينه بالعطاء والعمل والتضحية فعيشته راضية..لقد سقم جسمي لكن روحيتي كانت عالية لانها تستمد القوة من عناصر الصمود الشعبي وضمير مؤمن بارادة هذه الامة واذا كان الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيوش الامريكية الحالي خص عائلتي برسالة يشكرهم على صبرهم وتحملهم ويؤكد لهم فيها ان ماعملت له سيذكره التاريخ لابد ان اسجل شكري وامتناني واعتذاري لعائلتي التي سكنت ستة اشهر في غرفة لاسباب لااتحدث عنها تخص حياتي ولاختي ايمان التي خطفت وتعذبت على مدى 14 يوم في غرفة بمكان مجهول ولاخي د. عبد الجبار الزبيدي الذي خطف كذلك ولامي التي تحملت عناء خطف ابنتها وابنها وحيرتها في ابناء الشقيقة والاهم عن كل العذاب الذي تحملته هذ السيدة حين كنت في صفوف المعارضة العراقية وكيف كانت المخابرات العراقية ترهقها بالاسئلة واستدعاء افراد العائلة وظهورها في التلفزيون العراقي حيث اجبروها وبقية شقيقاتي وشقيقي للنيل من ارادتي..لاجل كل هذا العذاب وتلك التضحيات والضغط النفسي لكل هؤلاء واؤلئك اقدم اعتذاري لهم لانني ارهقتهم لكن عزائي ان كل هذه المعاناة كانت من اجل هدف محوري واحد هو حرية هذا الشعب والوطن ووجودي في اطار مشروع وطني وحكومة انقاذ ووزارة سيادية تدافع عن اهلها وكنت الجدير بهذه المهمة وسيكتب التاريخ العراقي كلمات ابلغ من كل الكلام الذي قيل على لسان الاصدقاء عن المهمة والدور والعناء الذي تحملته اكراما لهذا الشعب العزيز والامة المعطاء.
انحني امام المرجعيات الدينية واخص بالذكر منهم امامنا المعظم اية الله العظمى السيد علي السيستاني بما خصني فترة اختطاف شقيقتي واولاني من سديد كلماته وارشاداته ووصاياه عبر المكالمة الهاتفية التي اجراها معي اية الله السيد محمد رضا السيستاني مواسيا ومعاضدا.
واخص بالذكر ايضا السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله الذي اتصل بي هاتفيا فور سماعه بخبر اختطاف اختي وكنت اشعر بحزنه وهو يكلمني والعبرة تتحشرج في صوته وكلماته.
اشكر كل اخواني في المهاجر من الذين واسوني ووقفوا معي والدعاء الذي كنت اشعر بطاقته الحرارية التي تمدني بالصبر والاستمرار بالمهمة والقدرة على مواصلة الطريق حيث كنت طيلة فترة ال14 يوم مشغولا بالمهمة ولم اكن مشغولا بالاختطاف لانني كنت اشعر ان الله معها ويقف الى جانبها وسيطلق سراحها!.
لقد اشتغلت القاعدة والقوى التكفيرية الاخرى زمن وجودي في وزارة الداخلية على محاولة كسر ارادتي الوطنية ومشروع الصمود الذي كنت انهض به الى جانب بقية اخواني في كابينة الحكومة الانتقالية ولم يتحقق لهم ماارادوا حيث تحققت ارادة العراقيين واستطعنا في تلك المرحلة والحرب ضروس والاسنة في الصدور والرصاص في كل مكان والقاعدة تشتغل على مكسر الارادات من اجراء انتخابات الجمعية الوطنية والتصويت على اول لائحة دستورية في تاريخ العراق الحديث دون ان تطلق رصاصة واحدة في يومي الاستفتاء والانتخابات.
اشكر اخواني في كل قرية ومحلة ومدينة ومحافظة عراقية وفي كل دار ودكان كانوا يرفعون اكف الدعاء لنا بالنصر المؤزر على الارهاب والقاعدة من الذين لازالوا يغمرونني للان بالود الكبير والحب الاكبر اذ ماكان لله ينمو.
وانا اختم فصل الكتابة عن وزارة الداخلية اود ان انبه الى الدور المشبوه الذي لعبته بعض دول الجوار بدعم الارهاب والارهابيين بكل الامكانات اللوجستية والمادية للاساءة وقتل واسقاط العملية السياسية وتدمير البلد وادخاله في اتون حروب اهلية يقتل فيها العراقيون انفسهم ويتدافعون الى الشر بدل التدافع على الخير.
تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك