قصتي .. في وزارة الداخلية ( الحلقة 20 ) .. باقر جبر الزبيدي

 احد اهم الاسباب المحورية في نجاح عمليات البرق العلاقة المتميزة بيني كوزير للداخلية وبين الكتل والاحزاب السياسية بكل اطيافها حيث كنت اعقد
باستمرار الاجتماعات واللقاءات مع قادتها وممثليها ولذا تمتعت المعلومات الامنية التي كانت تردنا بمصداقية كبيرة وهذا الامر عائد الى المصداقية الكبيرة والعلاقة المميزة التي ربطتني بقادة الاحزاب السياسية.
انشات في المكتب الخاص للوزير قسما يعنى بجمع المعلومات وتصنيفها حسب المناطق الامنية في العاصمة والمحافظات العراقية وقد وضعنا خطة تمنح الاولوية للمعلومات المتقاطعة التي تتكرر ثلاث مرات من جهات امنية متعددة اما التي تتقاطع مرتين فانها تاتي بالاولوية الثانية اما المعلومة التي لاتتقاطع مرتين او ثلاث مرات فترسل الى استخبارات الداخلية والشرطة الاتحادية للتاكد من مصداقيتها وتدقيقها ولذا فان عمليات البرق في مرحلتها الاولى استطاعت ان تصل الى اهدافها المحورية بدقة عالية بسبب المصداقية الكبيرة للمعلومات التي توفرنا عليها في وقت سابق واخضعناها لنظام الاولويات.
راعينا حركة المواطنين في الشوارع وانسيابية الوضع العام فلم ندخل الشارع بزحمة الشد الامني وكثرة السيطرات فاتخذنا من الليل جملا لعملياتنا الامنية بغية الوصول الى الاهداف المرجوة بعد استحصال القرارات القضائية بالقبض على المجرمين ومداهمة الاوكار الارهابية.
اتذكر جيدا اننا استطعنا ضبط  وابطال مفعول مامجموعه 125 سيارة مفخخة خلال شهرين وبدا الوضع الامني يميل الى الاستقرار في العاصمة بعد تطهير مناطق كانت ساخنة كالدورة وحي العامل والسيدية والعامرية وحي الجامعة والعدل اضافة الغزالية ونجحنا في ايقاف تقسيم بغداد حيث كانت هذه المناطق مسيطرا عليها من قبل الارهابيين وانخفض منسوب العمليات الارهابية بنسبة 80 %.
اجرينا انتخابات الجمعية الوطنية بنجاح كبير وانتخابات التصويت على الدستور ولم تحصل في تلك المرحلة عملية اغتيال واحدة وكنا نتجول مع اخي سعدون الدليمي وزير الدفاع في شوارع بغداد من محطة انتخابية لاخرى ولن انسى حين وصلنا الكاظمية المقدسة اننا توجهنا الى احد المقرات الانتخابية المجاور لمنزلنا في المدينة للمشاركة في الانتخابات وقد رحب بنا الاخوة القائمون على صندوق الاقتراع لكنهم رفضوا ادلائنا بالتصويت لعدم وجود اسمائنا ممااضطرنا للعودة الى التصويت في احد المقرات من الخضراء او مايعرف بالتصويت الخاص.
ولاحساس ان العملية الامنية بحاجة الى روح للمصالحة الوطنية فقد عكفت على اجراء سلسلة من اللقاءات مع زعماء العشائر العراقية من اعالي الفرات  الى البصرة في جنوب العراق وكان اول لقاء لي بحضور الاخ وزير الدفاع د. الدليمي مع الشهيد عبد الستار ابو ريشه وكان لقاءا مفعما بالود والاخوة والتطلع لبناء دولة الاستقرار والامن وخرجنا بعد اللقاء بمؤتمر صحفي نحن الثلاثة وقد شكلنا وحدة العراق واكدنا امام وسائل الاعلام ان العراق قوي برجاله وتنوعه وشكيمة فرسانه.
كنت دائم اللقاء بزعيم الائتلاف الوطني العراقي السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله) وكنت اطلعه دائما على الخطط الامنية والعسكرية والنتائج الواقعية على الارض واستمع الى توجيهاته والمس حرصه الوطني المفعم بروح الاخلاص لهذه التجربة وهذا الشعب وحدث ان التقيت بالمرجعيات الدينية الكبيرة في النجف الاشرف واخص بالذكر لقائنا بسماحة الامام الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني حيث كان يوصيني دائما وابدا بالشعب العراقي ووحدته الوطنية بكل طوائفه ومكوناته وقومياته وكان لوصاياه ودعائه لي الاثر الكبير بصناعة الانجازات الامنية المستمرة التي لازال الشارع العراقي يتذكرها باحترام وتقدير.
لايفوتني ان اتذكر لقاءاتي المستمرة مع امام الحضرة القادرية الشيخ محمود العيساوي والشيخ عبد الغفور السامرائي ود. عدنان الدليمي رئيس الوقف السني والسيد محمود المشهداني رئيس مجلس النواب الاسبق وزعيم الحزب الاسلامي الدكتور محسن عبد الحميد والدكتور اسامة التكريتي.
وبسبب العملبات الامنية المستمرة التي ركزنا فيها على تنظيف العاصمة من القاعدة والارهاب انتقلنا الى محيط العاصمة وتحديدا مثلث الموت في الدورة واللطيفية واليوسفية حتى اصبح الطريق امنا لزيارة اربعين الامام الحسين (عليه السلام) واتذكر جيدا وكنت على اشتياق كبير لزيارة الامام ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) فنزل هاون في التل الزينبي وكان ذلك فرصة للتوجه الى كربلاء والاطلاع على الوضع الامني ولكي تمر الزيارة بسلام دون مشكلة امنية حركنا فوجا من المغاوير بقيادة اللواء رشيد فليح باتجاه المناطق التي كنا نتوقع وجود نيران عدوة منها في حين عقدت اجتماعا مع اللواء عثمان الغانمي وقائد شرطة كربلاء وادرنا العملية الامنية من محافظة كربلاء بنجاح كبير.







تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك