أيام في وزارة المالية .. (سر قوة موزانة 2008)

 أيام في وزارة المالية .. (سر قوة موزانة 2008)


بدأنا حملة من الإصلاحات الإقتصادية في وزارة المالية حيث باشرنا بخطة طموحة لتأهيل المصارف الحكومية وإحياء المصرف العقاري بعد إن أزلنا عنه غبار الحرب ورفدناه بمبلغ (200) مليون دولار لغرض المباشرة بإقراض المواطنين في (15) محافظة لغرض بناء دورهم وترميمها وهذه واحدة من أهم المشكلات التي عالجناها ولا زالت آثارها ونتائجها الطيبة موجودة لغاية اليوم من خلال رسائل المواطنين التي تصل إلينا.


بعد ذلك إتجهنا إلى (تعظيم موارد الدولة) وتحقيق طفرة نوعية في مجال الضرائب (ومن دون رفع للضريبة) بشكل خلق لدى المواطن ثقافة ضريبية بالإضافة إلى تنشيط عمل دوائر التأمين الثلاث والتي حققت نتائج باهرة، حيث تم ولأول مرة في تأريخ العراق وجود (بُوْلِيْصَةُ التَّأمِيْنِ أو عَقْدُ التَّأمِيْنِ) ضد الأعمال الإرهابية.


وهنا لابد أن نتوقف عند موازنة 2008 حيث بلغت (5 , 48) مليار دولار والإستثمارية منها (19) مليار دولار وهذا هو أساس قوة هذه الموازنة حيث أن الساحة الإقتصادية العراقية تستوعب جميع الشركات خصوصاً المستثمرين العراقيين وهو ما كان يعني إعادة إعمار البنى التحتية بهذا المبلغ الضخم وتحقيق ربح إضافي والمحافظة على أموال العراق.


للأسف إن موازنات السنوات الأخيرة كانت (تشغيلة) فقط، مما تسبب بتوقف المشاريع وإنعدام فرص العمل وحالة من الكساد ضربت السوق العراقية، لإنعدام الإستثمار الداخلي و الخارجي بسبب السياسات الخاطئة والفساد الذي يقف في وجه الإصلاح.


  باقر جبر الزبيدي

وزير المالية الأسبق

   ٧ حزيران ٢٠٢١


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك