أيام في وزارة المالية .. (مواجهة الإرهاب من جديد)

 


أيام في وزارة المالية .. (مواجهة الإرهاب من جديد)


بعد أنتهاء مارثون إطفاء الديون والذي تطلب الكثير من العمل والسفر إلى مختلف دول العالم.


عدنا إلى بغداد ونحن عاقدي العزم على مواجهة آفة الفساد من خلال تطبيق القانون بدون محاباة أو محسوبية وهنا لابدأن يطّلع الشعب على ما كان يدور في الأروقة المظلمة من فساد ومحاصصة مقيتة أوصلتنا إلى الوضع الراهن.


فوجئنا بأن المسؤولون المؤتمنون يحاولون الإلتفاف على القانون وتمرير صفقات شابها الفساد حتى وصل الأمر إلى مطالبتنا شخصياً بالتغاضي عن الفساد وهنا بصفتنا وزيراً في الحكومة طالبنا هرم السلطة بمناظرة علنية أمام الشعب لكشف كل ملفات الفساد ومن يقفون خلفها ألا أن المماطلات والتسويف وقفت حائلاً دون مبتغانا والذي لازلنا إلى اليوم نصر عليه.


بينما كنا نقاتل جبهة الفساد كان الإرهاب على أشده مستهدفاً كوادر وقادة مؤسسات الدولة وكان لوزارة المالية النصيب الأوفر من عمليات القاعدة، حيث أستهدفت الوزارة ونحن شخصياً  (3 مرات) كان أعنفها الشاحنة المفخخة في (21 / 3 / 2007) التي أصابت الوزارة بأضرار كبيرة. مادعانا ولهول ما جرى على الوزارة إلى إختيار نصب تذكاري يخلد شهداء الوزارة وبنايتها التي تحولت إلى مجسم يعكس صمودها أمام العمليات الإرهابية وقدمت الوزارة منذ الأيام الأولى خيرة الكوادر، أمثال : الشهيد غازي فيصل مدير عام دائرة المحاسبة والشهيد قتيبة بدر الدين مستشار وزير المالية وكوكبة أخرى من الشهداء الذين أعتلت أرواحهم جراء التفجيرات الثلاثة والإغتيالات التي كانت تجري في شوارع بغداد 2007 _ 2008.


ورغم كل المعوقات من فساد وإرهاب إلاّ أننا نجحنا بتحقيق نصر آخر بعد النصر في معركة إطفاء الديون والقضاء على صفقات الفساد ألا وهو نصر المادة (18) من قانون الموازنة والذي أنهى معضلة حصة المحافظات الشمالية لأول مرة وهو ماسنكشف عن كافة تفاصيله في الحلقات القادمة.


  باقر جبر الزبيدي

وزير المالية الأسبق

    ٢ حزيران ٢٠٢١

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك