التوسع التركي .. حرب العملاء     (الحلقة الأولى)

 التوسع التركي .. حرب العملاء 


(الحلقة الأولى)


التوسع التركي في شمال العراق له تأريخ وتداعيات كثيرة وعميقة من أهمها (الطابور الخامس والعملاء والاذرع التي تقدم المعلومات والدعم الاستخباري للجانب التركي) وهذا الأذرع ليست كردية فقط !


الجهات التي تحالفت قبل سنوات مع حزب العمال (pkk) وقدمت لها الدعم ودربتها في شمال الوطن هي نفس الأطراف التي عادت لتعقد إتفاقًا سريًا مع تركيا تعهدت بموجبه بملاحقة عناصر (pkk) وطردهم من العراق وذلك لكسب ود أنقرة وإرضاء الإدارة الأمريكية التي بدئت تصنف (pkk) ضمن الجماعات الإرهابية.


وفي كلا الحالتين كان العراق هو المتضرر الأكبر من دخول جماعات مسلحة إلى أرضه وإعطاء ذريعة لدول ما بالتدخل بشؤونه بحجة ملاحقة عناصر إرهابية.


في سوريا بدئت تركيا منذ فترة طويلة بمنح بعض الفصائل التابعة لها الجنسية التركية وبناء مجمعات سكنية هذه المجمعات ليست مخصصة للسوريين بل لمهاجرين من جنسيات مختلفة لايقاتلون تحت راية أي فصيل وهو نفس مايحدث في شمال العراق من منح أكراد سوريا الجنسية العراقية !


المناطق التي تخضع لسيطرة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) لاتطبق فيها القرارات التركية وفيها فوضى عارمة مع وجود عشرات الفصائل ذات الولاءات المختلفة ورغم ذلك فإن المعلومات تؤكد بالسماح للجولاني (قائد هيئة تحرير الشام) بالتمدد والسيطرة على هذه المناطق وسط صمت تركي مريب !


الجيش التركي في العراق في مأزق كبير بسبب المقاومة الشديدة من مقاتلي (pkk) ولهذا السبب تركيا تبحث عن منفذ للتخلص من هذا المأزق من خلال جر أكراد العراق إلى الصراع.


أنقرة ستلجأ إلى تحريك الفصائل الموالية لها في سوريا إلى العراق للقضاء على (pkk) بوجود ضوء أخضر من بعض الدول الكبرى، وهو مايعني فتح جبهة جديدة بعد ليبيا وهذا ماسنتحدث عنه بالتفصيل في الحلقة القادمة.


    باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق

     ٩ حزيران ٢٠٢١


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك