الأحزاب العلمانية والقومية .. الحلقة الاولى

 


الأحزاب العلمانية والقومية .. الحلقة الاولى


بعد ان تحدثنا في عدة حلقات عن الاسلام السياسي لا بد ان نعرج على موضوع مهم اخر وهو موضوع الاحزاب العلمانية والقومية في العراق.


يتم تعريف العلمانية بشكل شائع على أنها فصل الدين عن شؤون الدولة ويمكن توسيعها إلى موقف مماثل فيما يتعلق بالحاجة إلى إزالة أو تقليل دور الدين في أي مجال عام.


نشأت العلمانية اساساً كردة فعل على تصرفات رجال الكنيسة في القرن الثالث عشر الميلادي وقد مرت بمراحل كثيرة اختلفت المفاهيم العلمانية فيها بحسب طبيعة الشعوب.


ونرى ان تجربة الاحزاب والحركات العلمانية والقومية تصدم بقوة بطبيعة المجتمع ونشأته وجغرافيته وتاريخه وهو ماحصل في منتصف القرن العشرين وتحديدا للحزب الشيوعي العراقي الذي سوف نبدأ به وعلى الرغم من ان الشيوعيين في العراق بذلوا جهدهم لعدم إثارة مسئلة الدين في بداية نشوء حركتهم الا ان تصاعد الاحداث وقتها وانتشار وقوة المؤسسة الدينية في العراق وشعبيتها الجارفة اسفر عن مصادمات فكرية كبيرة انتهت بأصدار فتاوى تحرم الانتماء للاحزاب العلمانية.


وهنا لابد ان نشير الى نقطة في غاية الاهمية وهي الهوية الدينية للشعب العراقي والتي يعتبرها مصدر فخر واعتزاز ونلاحظ ان الطقوس الدينية والمناسبات تشهد زيادة في الاعداد في كل سنة رغم الكثير من الحملات التي تقودها دول وقنوات اعلامية لتشويه الدين وشعائره والتركيز على النقاط السلبية فقط.


هذا التدين هو جزء من الفطرة السليمة للانسان ويعزز الحالة الروحية التي تؤكد الكثير من البحوث والدراسات العلمية على اهميتها.


كما لابد ان نشير الى ان الكثير من المتصدين من دعاة العلمانية فقدوا البوصلة ودخلوا في صراعات ومهاترات اعلامية وصلت الى الشخصنة في بعض الاحيان مما افقدهم الكثير من جمهورهم القليل اصلا.


باقر جبر الزبيدي

  ٢١ آب ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك