الاحزاب العلمانية والقومية... الحلقة الثانية

 الاحزاب العلمانية والقومية... الحلقة الثانية


تأسس حزب البعث في سوريا 1947 بدمج حركة البعث العربي بقيادة ميشيل عفلق وصلاح البيطار والبعث العربي بقيادة زكي الأرسوزي وكان له دور في اغلب الحكومات التي تشكلت في وقتها حتى وصوله الى السلطة في سوريا 1963.


أما الجناح العراقي من حزب البعث فقد ظل في صراع على السلطة في العراق منذ 1958 حين وصل ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث إلى بغداد وحاول إقناع عبد الكريم قاسم بالانضمام إلى الجمهورية العربية المتحدة (سوريا ومصر) وتم رفض طلبه.


وفي 1963 قام حزب البعث بأنقلاب على عبد الكريم قاسم بقيادة عبد السلام عارف وكان نائبه احمد حسن البكر ثم قام حزب البعث بالتحالف مع ضباط غير بعثيين بأنقلاب أسقط نظام عبد الرحمن عارف وفي 1968 طرد حزب البعث كافة من تعاونوا معه في انقلابه على عبد السلام عارف وعين أحمد حسن البكر رئيساً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للجيش وأصبح صدام حسين نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة ومسؤولاً عن الأمن الداخلي.


ومنذ 1970 انطلقت عملية التصفية في حزب البعث بأغتيال حردان التكريتي ومن ثم فؤاد الركابي واعدم ناظم كزار لتنتهي بمجزرة قاعة الخلد بعد تسلم صدام السلطة 1979 وقد بلغ عدد من أعدمهم صدام ستة وخمسين مسؤولاً حزبياً ولم يبق على قيد الحياة من الذين شاركوا في انقلاب عام 1968 سوى عزت إبراهيم الدوري وطه ياسين رمضان وطارق عزيز.


ليتحول بعدها الحزب الى حزب عشائري يهيمن عليه صدام وعائلته ولم تبق من ثوابت مؤسسيه سوى شعارات يرفعها نظام صدام.


وبنظرة بسيطة نجد ان حزب البعث في العراق كان اسلوبه الوحيد هو الانقلابات التي تجري بعدها تصفية بين الشركاء لينتهي هذا كله بحكم الفرد المتسلط الذي لايؤمن بالديمقراطية.


تسلم حزب البعث السلطة على فترات طويلة وفي وقت كان الاقتصاد العراقي من اقوى اقتصاديات العالم وبعد نهاية حكمه كان العراق منهك ومدين بمليارات الدولارات (140 مليار دولار) نتيجة الحروب العبثية والغزوات الحمقاء التي ظل الشعب يدفع تعويضاتها والبنى التحتية مدمرة والأهم كان المواطن العراقي قد فقد شعور المواطنة بعد ان طحنته الحروب وضاعت اجيال كاملة جراء الحصار الاقتصادي حيث كان الشعب يرى السلطة البعثية تعيش بترف باذخ وهو غير قادر على الحصول على رغيف الخبز.


لتنتهي قصة حزب البعث بعد ان اعلن الشراكة مع الارهاب واصبح البعثية خبراء في صنع العبوات الناسفة التي تقتل الشعب لتطوى صفحة هذا الحزب الدموي الى الابد.


 باقر جبر الزبيدي

    ٢٢ اب ٢٠٢٢


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك