زلزال العطش...


 زلزال العطش...


دقت الأهوار ناقوس الخطر حول نقص المياه لتصل إلى الجفاف التام بسبب تقليل حصة الإطلاقات المائية من دول المنبع وتحديداً تركيا بنسبة 80% مما قتل الأهوار بل وصل الأمر إلى أن تركيا حمّلت العراق المسؤولية واتهمته بهدر المياه!.


أوروبا تمر بأسوأ موجة جفاف منذ 500 سنة 47% من أراضيها تعرضت للجفاف ولذلك فإن معدل إنتاج الطاقة الكهرومائية انخفض بنسبة 20%.


أمريكا وضعت قيوداً صارمة على استهلاك مياه الشرب وخفّضت حصص بعض الولايات وأصدرت السلطات تعليمات لسكان ولاية كاليفورنيا بتخزين المياه وفي لوس أنجلوس طُلب من السكان تقليل كميات المياه التي يستخدمونها بنسبة 35% وذلك بعدما سجلت الولاية أسوأ بداية لموسم جفاف منذ بداية نظام التسجيل في أمريكا.


بحيرة ميد أكبر بحيرة لتخزين المياه في أمريكا والتي تقع على نهر كولورادو في جنوب غرب أمريكا وتوفر المياه لنحو 25 مليون إنسان شهدت تراجعاً حاداً في مستوى المياه وبدأت المناطق المحيطة بها تتحول إلى سهول قاحلة.


هذا الزلزال الذي أصاب العالم جعل الحكومات تبحث عن حلول سريعة لمواجهة الأزمة ويدور الحديث حاليا وبشكل موسع عن منظومات عملاقة لتحلية مياه البحار والمحيطات والتي رغم تكلفتها العالية الا ان ضرورة توفير المياه وتجنب الموت عطشاً أهم من التكلفة وهو ما سوف يرفع سعر المياه عالمياً ولن يصبح الماء في متناول الجميع!.


ما يهمنا استعدادات العراق لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد وجود الإنسان والتي يجب أن تبدأ بتأمين حصة العراق من دول المنبع ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية بحفر قناة من شط العرب بأتجاه بحر النجف الذي ينخفض بنسبة كبيرة عن البصرة وهو ما يسمح بتدفق المياه بشكل عكسي بأتجاه بحر النجف حيث ستشكل هذه القناة رافداً وخزان مياه لبحر النجف في حال انخفاض منسوب المياه فيها وخزان عملاق في حال انطلاق مشروع تحلية المياه كما أن هذه القناة ممكن استغلالها كمرفق سياحي وكبحيرات صناعية لتربية الأسماك.


باقر جبر الزبيدي

  ٢٧ اب ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك