تايوان .. الأزمة القادمة

 


تايوان .. الأزمة القادمة


 التعامل الروسي الخشن إزاء قرار أوكرانيا الإنضمام لحلف الناتو تجد الصين فيه الفرصة السانحة لإستعادة تايوان المقاطعة القلقة كما تطلق عليها بكين.


بدأت العلاقات بين الصين وتايوان تتحسن في الثمانينيات وقد طرحت الصين صيغة تعرف بإسم (دولة واحدة ونظامان) تمنح بموجبها تايوان إستقلالية كبيرة إذا قبلت إعادة توحيد الصين.


الموقف الأمريكي إتجاه تايوان هو ذاته إزاء أوكرانيا أمريكا سوف تنسحب من دعم تايوان في حال قرر التنين الصيني إستخدام ورقة الإقتصاد حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة (165.72) مليار $.


رغم أن الفرصة تبدو الآن مثالية لإعادة ضم الفرع التايواني للأصل الصيني .. إلا أن الصين تفضل سياسة النَفَس الطويل والضغط الذي يُجبر أمريكا على الإنسحاب من المواجهة التي ستكون غير متكافئة لأن الصين ستقف إلى جانبها (روسيا وحلفائها) ولن تستطيع أمريكا مواجهة القطبين العالميين معاً.


تايوان لن تكون آخر ساحة للتنافس بين الصين وأميركا وإذا فشل الأسطول السابع الأمريكي الموجود في جنوب شرق آسيا من الصمود فإن الصين سوف تصبح (القوة رقم ١) في العالم وهو ما سيدفع حلفاء واشنطن الذين يعتمدون عليها أمنيا وعسكريا في أوروبا أو شرق آسيا أو الخليج للدخول في حلف طويل الأمد مع بكين.


بحر جنوب الصين يمثل أيضاً أزمة أخرى إقليمية تشمل دول (سلطنة بروناي، الصين، تايوان، إندونيسيا، ماليزيا، الفلبين وفيتنام). 


يمر ما يقدر بنحو (3.37) تريليون$ من التجارة العالمية عبر بحر الصين الجنوبي سنويًا وهو ما يمثل ثلث التجارة البحرية العالمية في حين تمر نسبة 80% من واردات الصين من الطاقة و 39% من إجمالي التجارة الصينية عبر بحر الصين الجنوبي. 


الصين عام 2013 لجأت إلى إعمار الجزر في منطقة (جزر سبراتلي وجزرباراسيل) في بحر الصين.


منذ 2015 تجري أمريكا وفرنسا وبريطانيا عمليات إستطلاع في المنطقة بعمليات سميت (عمليات حرية الملاحة) تهدف إلى إبقاء طرق الملاحة البحرية والجوية مفتوحة للجميع.


العام الماضي قامت الصين بإرسال 150 طائرة عسكرية إلى منطقة الدفاع الجوي المحاذية للمجال الجوي لتايوان وقال الرئيس الصيني (شي جين بينغ) إنه سيكمل (المهمة التأريخية) المتمثلة في إعادة توحيد الجزيرة مع الصين.


نُذر الحرب العالمية الثالثة بدأت في أوكرانيا وقد تنفجر في تايوان.


    باقر جبر الزبيدي

وزير الداخلية الأسبق 

    ٢٧ شباط ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك