ازمة الطاقة والعزلة الامريكية.. 


شهدت اسعار النفط ارتفاعاً حاداً فيما تجاوز المعدن الاصفر عتبة 2000 دولار للأونصة.


التغيرات الجيوسياسية التي تعصف بالعالم حالياً رسمت خارطة تحالفات المعسكرين الشرقي والغربي.


 الحرب الروسية الأوكرانية ستشعل اوروبا وبحر الصين كما ان الاسواق الناشئة وكورونا والحرب الاقتصادية بين الصين وواشنطن عوامل محورية في تعميق  الخلافات البينية بين المحورين ستدفع الازمة نحو الصدام القادم.


الخطأ الذي وقع فيه الرئيس بايدن في محاولتة لأبعاد النفط والغاز الروسي كان كبيرا لذا فأن اوروبا لم تشارك واشنطن هذا الخطأ!.


 مجموعة اوبك + تشكل الدول العربية وايران عمودها الفقري ترفض زيادة الانتاج بهدف خفض انتاج النفط لان ذلك سيوثر على عائداتها النفطية.


 روسيا وامريكا والسعودية اكبر ثلاث دول مصدرة للنفط في العالم وهو ما نسبته 30% من الطلب العالمي.


توتر العلاقة بين بايدن ومحمد بن سلمان سيدفع السعودية للتوجه نحو المعسكر الروسي والصيني وهو مايوضح دور السياسة في لعبة الاقتصاد.


 روسيا تسعى لاستبدال الدولار الامريكي باليوان الصيني بعد عقوبات بايدن القاسية على موسكو وستلتحق دول اخرى نحو التعامل مع "اليوان الصيني" وهو ما سيشكل ضربة اقتصادية مؤكدة لن يستطيع الاقتصاد الامريكي تحملها للتخلص من هيمنة الدولار وتحكمه بإقتصاديات العالم.


أمريكا تعاني من ازمة مشتقات نفطية مع ارتفاع اسعار البانزين الى الضعف مما اضطرها الى سحب 7.2 برميل من احتياطها الاستراتيجي!!.


الازمة المالية 2008 - 2009 اضعفت موقع امريكا الاقتصادي في العالم ومنذ فترة فأن واشنطن منشغلة بمراقبة التنين الصيني ويعيش القطبان ازمات متبادلة تسمح للدب الروسي ان يندفع بأتجاه الانقضاض على كييف.


الدول المصدرة للنفط والغاز ادركت ان قواعد اللعبة تغيرت حيث ستصبح تركيا, فانزويلا, الهند,باكستان ,ايران ,كوريا الشمالية ,السعودية والامارات اقرب الى الدب الروسي.


عام 2018 توقعنا ان الصراع بين امريكا وايران سيرفع النفط الى 300 دولار للبرميل وعندها ستنهار الاقتصاديات العالمية في ظل اقتصاد عالمي منهك بعد ان انفق 20 تريليون دولار بسبب الركود الاقتصادي جراء ازمة كورونا والركود الاقتصادي الذي لم يشهده العالم بعد ازمة 1929 حتى 1936 وعلى اثره اندلعت الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها اكثر من ٧٠ مليون إنسان.


    م. باقر جبر الزبيدي

    وزير المالية الأسبق 

الأمين العام لحركة إنجاز 

          ٩ آذار ٢٠٢٢


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك