ثقافة الإعتذار..

 


ثقافة الإعتذار..


حين تعم الفوضى ويهيمن الفاسدون والفاشلون على دفة الحكم والتحكم بمقدرات الدولة وإدارة المصالح العامة تظهر ثقافتان الأولى ثقافة الهرولة على المواقع الأولى بهدف الهيمنة ونهش الثروة والمصالح الإجتماعية وإقتسام رغيف الفقراء على موائد السفهاء والثانية ثقافة الإعتذار عن المهمة سواءا كان الإعتذار رئاسة للسلطات الثلاث أو إدارة الوزارات الوطنية.


كنت أحاور صديقاً قديماً تعرفت عليه قبل 30 عاماً عن (ثقافة الإعتذار) التي تحلينا بها منذ أيام المعارضة العراقية ومواقعها القيادية المختلفة وصولاً إلى المواقع الحكومية السيادية التي تولينا زمامها وحظيت برضا العامة وإستحسانها .. كنا في كل مرة نضرب المثل الوطني الواضح في تكريس ثقافة الإعتذار عن الإستمرار في المهمة السياسية إذا مانأت عن رضا العامة أو تحولت إلى باب للمزايدات الشخصية!.


فعلناها يوم إنسحبنا من وزارة النقل وكرسنا عشيتها ثقافة الإعتذار وهي سمة يتميز بها المخلصون والصادقون مع دينهم ومشروعهم الوطني إذ لم ننسحب إلاحين تحولت المسألة إلى باب للمزايدات السياسية في مرحلة وطنية كانت تتطلب عملاً دؤوباً ونشاطاً مكثفاً لخدمة الناس والوقوف في مواجهة إنهيارات المناطق الغربية وسقوط الموصل!.


بالأمس كنت أتابع المواقف السياسية على خلفية المكالمة الهاتفية التي جرت بين الإطار والتيار أشارت أنباء غير مؤكدة إعتذار السيد جعفر الصدر عن مهمة تكليفه برئاسة الوزراء رغم أن إختياره حظي بإجماع وإستحسان أغلب الكتل السياسية.


أعتقد إذا ماصحت الأنباء إن السيد جعفر الصدر حفظ تأريخ أسرته بقرار الإعتذار هذا .. إن إعتذاره يفترض أن يفسح في المجال أمام الكفاءات والشخصيات الوطنية التي تمتلك رؤية واضحة وعميقة لإدارة الدولة وقادرة بذات الوقت على إخراج العراق من مآزقه المعقدة في الإقتصاد والأمن والسياسة ومخالب الإقليمي والدولي .. ومخلب المشروع الد اع شي الذي يقف خلف الباب.


  م. باقر جبر الزبيدي 

       ١٣ آذار ٢٠٢٢

تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك