شباب الأربعين...

 شباب الأربعين...


رغم التحديات والظروف الصعبة التي مر بها العراق يبقى الأمل موجودا لأن هناك ثلة خيرة من شباب العراق القادرين على النهوض بواقع بلدهم.


كانت الجامعات العراقية وحلقات الذكر والمجالس الحسينية تعج بالشباب الذي يحمل روحاً وطنية خالصة وعزماً لا يلين في مواجهة الطغيان وضلت القضية الحسينية هي المنار المشع الذي اهتدى إليه الشباب العراقي للوقوف ضد الظلم والطغيان.


وأتذكر خلال أيام زيارة الأربعين في نهاية السبعينات حين كنا نقيم العزاء في المنزل بالكاظمية المقدسة كان جلاوزة البعث يعتقلون كل من يقيم أو يحضر مجالس الحسين فكنا نقيم الشعائر داخل حديقة المنزل.

وقد مرت الزيارة الأربعينية بمراحل كثيرة عانت منها من المنع والتحجيم حتى وصل الأمر إلى قطع اليد والاستهداف من قبل الإرهاب بشكل مباشر كما حصل بعد 2003 حيث أشرفنا على خطة تأمين الزوار خلال عملنا في وزارة الداخلية وأشرفنا على عمليات تفويج الزوار وتوفير وسائل النقل لهم خلال تسنمنا حقيبة النقل.


كما لا يجب إغفال دور العتبات العلوية والحسينية والعباسية في الإشراف على الزيارة والعمل المستمر ليلاً ونهاراً لتقديم الخدمات لزوار أبي عبد الله عليه السلام (وجاءت الروايات بأسانيدها الصحيحة عن النبي (ص) وأهل البيت (ع) أن الله عوّض الحسين عن شهادته وتضحيته: (بأن كان الشفاء في تربته وجعل الأئمة من ذريته واستجابة الدعاء عند قبته) (وأن الله ينظر إلى زوّار قبر الحسين عشية عرفة قبل أن ينظر إلى حجاج بيته الحرام) ذلك لأن الحسين حفظ حرمة البيت الحرام، وهذا ما أكده قوله (عليه السلام) لابن عباس عندما خرج من مكة المكرمة قبل أن يتم حجه: يا ابن عباس لو لم أخرج لهُتكت حرمة البيت.


وتأتي خصوصية زيارة (الأربعين) أيضاً في استذكار المآسي والآلام والفواجع التي جرت على سبايا أهل البيت (ع) حيث تتزامن إقامة الشعائر الحسينية في الأربعين مع ذكرى رجوع الرأس الشريف من الشام إلى العراق ودفنه مع الجسد الطاهر في يوم العشرين من صفر كما جاء في الروايات ويُسمى هذا اليوم في العراق (مَرَد الرأس) فتقام الشعائر استذكاراً لهذه الحادثة الأليمة فتتجدَّد الأحزان وتواترت الروايات على أن السبايا بعد أن أخرجوهم من الشام توجّهوا إلى كربلاء فوصلوها يوم العشرين من صفر فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي ومعه جماعة من الشيعة توافدوا لزيارة قبر الحسين عليه السلام فالتقى ركب السبايا معهم وأقاموا البكاء والنحيب وقد نصّت على ذلك العديد من الكتب المعتبرة.


اليوم نلتمس جيلاً جديداً من الشباب الواعي الذي تعلم منذ نعومة أظفاره السير على طريق الحسين وتعلم أن يحيي شعائر الحسين وآل البيت عليهم السلام.


الجيل الذي تعلم درسه الأول من أبي الأحرار لن يسكت على ضيم وسيضل يردد هيهات منا الذلة في وجوه الفاسدين والسراق.


كلنا أمل بهذا الجيل الواعي الذي واجه الإرهاب ويعلم جيدا حجم المخططات التي تعد لهذا البلد أن يكون على قدر المسؤولية وان لا ينجر للفتنة أو الفوضى مهما كانت الأسباب.


باقر جبر الزبيدي

  ١٢ ايلول ٢٠٢٢


تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

ليست هناك تعليقات:

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك